[ 119 ] { وما لكم ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه وإن كثيرا ليضلون بأهوائهم بغير علم إن ربك هو أعلم بالمعتدين ( 119 ) } .
وقوله تعالى : { وما لكم ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه } إنكار لأن يكون لهم شيء يدعوهم إلى الاجتناب عن أكل ما ذكر عليه اسم الله تعالى من البحائر والسوائب . أي : وأيّ غرض لكم في أن تتحرجوا من أكله ، وما يمنعكم عنه ؟ { وقد فصل لكم ما حرم عليكم } أي : بينه ووضحه .
قال بعض المفسرين : يعني في آية المائدة في قوله تعالى : { حرمت عليكم الميتة . . . }{[3648]} الآية . ورد بأن المائدة من آخر ما نزل بالمدينة ، والأنعام مكية . فالصواب أن التفصيل إما/ في قوله تعالى بعد هذه الآية : { قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما . . . } {[3649]} الآية ، فإنه ذكر بعد بيسير ، وهذا القدر من التأخر لا يمنع أن يكون هو المراد ، وإما على لسان الرسول ، ثم أنزل بعد ذلك في القرآن . و { فصل } و { حرم } قرئ كل منهما معلوما ومجهولا . ومعنى الآية : لا مانع لكم من أكل ما ذكر ، وقد بين لكم المحرم أكله ، وهذا ليس منه .
{ إلا ما اضطررتم إليه } أي : مما حرم عليكم . أي : إلا أن تدعوكم الضرورة إلى أكله بسبب شدة المجاعة ، فيباح لكم .
{ وإن كثيرا ليضلون } قرئ بفتح الياء وضمها { بأهوائهم بغير علم } أي : يضلون فيحرمون ويحللون بأهوائهم وشهواتهم ، من غير تعلق بشريعة .
{ إن ربك هو أعلم بالمعتدين } أي المتجاوزين لحدود الحق إلى الباطل ، والحلال إلى الحرام .
قال الرازي : دلت هذه الآية على أن القول في الدين بمجرد التقليد حرام ، لأن القول بالتقليد قول بمحض الهوى والشهوة ، ودلت الآية على أن ذلك حرام . انتهى .
وقال بعض الزيدية : في الآية دلالة على تحريم الفتوى والحكم بغير دلالة ، ولكن اتباع الهوى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.