ثم ذكر تعالى وعيد المكذبين الذين تقدم ذكرهم ، بقوله سبحانه :
[ 37 ] { فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذّب بآياته أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم قالوا أين ما كنتم تدعون من دون الله قالوا ضلوا عنا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين ( 37 ) } .
{ فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذّب بآياته } أي ممن تقول على الله كذبا بالتحليل والتحريم ، أو بنسبة الولد والشريك ، أو كذب بآياته المنزلة { أولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب } أي يصيبهم حظهم من الرزق والعمر وغير ذلك . أي مع ظلمهم وافترائهم وتكذيبهم ، لا يحرمون ما قدر لهم من العمر والرزق إلى انقضاء آجالهم . وفي الآية وجوه أخر ، هذا أظهرها وأقواها في المعنى ، وتتمة الآية تدل عليه ، وحينئذ تتلاقى مع نظائرها ، كقوله تعالى : { قل إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون ، متاع في الدنيا ثم إلينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون }{[3927]} / وقوله تعالى : { ومن كفر فلا يحزنك كفره إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا ، إن الله عليم بذات الصدور ، نمتعهم قليلا . . . } {[3928]} الآية – { حتى إذا جاءتهم رسلنا يتوفونهم } أي : ملائكة الموت تقبض أرواحهم { قالوا أين ما كنتم تدعون من دون الله } أي : أين الآلهة التي كنتم تعبدونها ليكونوا لكم شفعاء ، فلا نراهم يخلصونكم مما تحقق عليكم من هذه الشدائد . وفائدة السؤال وجهان : توبيخ وتبكيت لهم يزيدهم غما إلى غم ، ولطف بالمكلف لأنه إذا تصور ذلك صرفه عن التكذيب . و ( ما ) وقعت موصولة ب { أين } في خط المصحف العثماني ، ومقتضى الاصطلاح الفصل لأنها موصولة { قالوا ضلوا عنا } أي : غابوا عنا فلم يخلصونا من شيء { وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين } أي : عابدين لما لا يستحق العبادة . اعترفوا بأنهم لم يكونوا على شيء فيما كانوا عليه ، وأنهم لم يحمدوه في العاقبة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.