تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{هُوَ ٱلَّذِي بَعَثَ فِي ٱلۡأُمِّيِّـۧنَ رَسُولٗا مِّنۡهُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلُ لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ} (2)

الأُميون : هم العرب ، لأنهم كانوا لا يعرفون القراءة والكتابة إلا نسبة قليلة منهم .

يزكيهم : يطهّرهم من الشرك .

والله تعالى هو الذي أرسلَ رسولَه محمداً صلى الله عليه وسلم من العرب الأميين الذين لا يقرأون ولا يكتبون ، كي يتلو عليهم القرآن ، ويزكّيهم بالأخلاق الفاضلة ويطهرهم من الشرك وعبادة الأوثان ، ويعلّمهم الشرائع والعلم النافع ليقودوا العالم وينشروا القِيَم الفاضلة في الشرق والغرب . . وقد كان ذلك من أولئك الأميين بفضل الإسلام وتحت راية القرآن .

{ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ }

وأي ضلالٍ أكبر من عبادة الأصنام وإتيان الفواحش ، كما قال جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه يخاطب النجاشيّ ملكَ الحبشة لما هاجروا إليه :

« أيها الملك كنّا قوماً أهلَ جاهلية ، نعبد الأصنام ، ونأكل الميتة ، ونأتي الفواحش ، ونقطع الأرحام ، ونسيء الجِوار ، ويأكل القويُّ منا الضعيف ، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً منا ، نعرف نسبه وصِدقه وأمانته وعفافه . فدعانا إلى الله لنوحّده ولنعبده ، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان . وأمرَنا بصدق الحديث ، وأداء الأمانة وصلة الرحم ، وحُسن الجوار ، والكفّ عن المحارم والدماء ، ونهانا عن الفواحش وقول الزور ، وأكْل مال اليتيم ، وقذف المحصنات . وأمَرَنا أن نعبد الله ولا نشرك به شيئا ، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام » .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{هُوَ ٱلَّذِي بَعَثَ فِي ٱلۡأُمِّيِّـۧنَ رَسُولٗا مِّنۡهُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلُ لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ} (2)

شرح الكلمات :

{ في الأميين } : أي العرب لندرة من كان يقرأ منهم ويكتب .

{ رسولاً منهم } : أي محمداً صلى الله عليه وسلم إذ هو عربي قرشي هاشمي .

{ ويزكيهم } : أي يطهرهم أرواحاً واخلاقاً .

{ ويعلمهم الكتاب والحكمة } : أي هدى الكتاب وأسرار هدايته .

{ وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين } : أي وإن كانوا من قبل بعثة الرسول في ضلال الشرك الجاهلية .

المعنى :

وقوله تعالى : { هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم } أي بعث في الأمة العربية الأمية رسولا منهم هو محمد صلى الله عليه وسلم إذ هو عربي قرشي هاشمي معروف النسب إلى جده الأعلى عدنان من ولد إسماعيل بن إبراهيم الخليل .

وقوله : { يتلو عليهم آياته } أي آيات الله التي تضمنها كتابه القرآن الكريم وذلك لهدايتهم وإصلاحهم ، وقوله ويزكيهم أي ويطهرهم أرواحاً وأخلاقاً وأجساماً من كل ما يدنس الجسم ويدنس النفس ويفسد الخلق . وقوله ويعلمهم الكتاب والحكمة : أي يعلمهم الكتاب الكريم يعلمهم معانيه وما حواه من شرائع وأحكام ، ويعلمهم الحكمة في كل أمورهم والإِصابة والسداد في كل شؤونهم ، يفقههم في أسرار الشرع وحكمه في أحكامه . وقوله { وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين } أي والحال والشأن أنهم كانوا من قبل بعثته فيهم لفي ضلال مبين ضلال في العقائد ضلال في الآداب والأخلاق ضلال في الحكم والقضاء في السياسة ، وإدارة الأمور العامة والخاصة .

الهداية

من الهداية :

- تقرير النبوة المحمدية .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{هُوَ ٱلَّذِي بَعَثَ فِي ٱلۡأُمِّيِّـۧنَ رَسُولٗا مِّنۡهُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلُ لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ} (2)

قوله : { هو الذي بعث في الأميّين رسولا منهم } الله الرحيم المنّان ، قد منّ بفضله على الأميين وهم العرب ، إذ بعث فيهم رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم هاديا ونذيرا ، ليستنقذهم من وهدة الضلال والباطل إلى ذرا العلم والهداية والنور . والمراد بالأميين : الذين لا يقرأون ولا يكتبون . ومفرده الأمّي . وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أميّا من الأميين . وهذا دليل قائم أبلج على صدق نبوته وأنه رسول من ربه إلى العالمين .

قوله : { يتلوا عليهم آياته } الجملة الفعلية في موضع نصب نعت لرسول {[4533]} فهو صلى الله عليه وسلم يتلو على الناس آيات الله وهو القرآن . هذا الكتاب الكريم الفذّ الذي ليس له في عجيب النّظم نظير . والذي لا يعارضه أو يضاهيه في الكلام أيما كلام . إنه الكلام الرباني المعجز في نظمه وأسلوبه وفيما تضمنه من جليل المعاني والأفكار والأخبار ، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم موصوف بأنه أمّي . فما كان قارئا ولا كاتبا ولا أخذ عن أحد من الناس أيّما درس في العلم . لا جرم أن هذه حقيقة كبرى تشهد بصدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وأن القرآن كلام الله المعجز .

قوله : { ويزكيهم } أي يطهر الناس من أدناس الشرك ومن أوضار الجاهلية على اختلاف مفاسدها وآثامها { ويعلمهم الكتاب والحكمة } أي يعلمهم القرآن ، والحكمة ، وهي السنة المطهرة أو الفقه في الدين { وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين } يعني وإن كانوا من قبل أن يبعث فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم تائهين في الجهالة ، مائلين عن الحق والصواب ، متلبّسين بالشرك والباطل .


[4533]:الدر المصون جـ 10 ص 325.