تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{سَيَقُولُ لَكَ ٱلۡمُخَلَّفُونَ مِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ شَغَلَتۡنَآ أَمۡوَٰلُنَا وَأَهۡلُونَا فَٱسۡتَغۡفِرۡ لَنَاۚ يَقُولُونَ بِأَلۡسِنَتِهِم مَّا لَيۡسَ فِي قُلُوبِهِمۡۚ قُلۡ فَمَن يَمۡلِكُ لَكُم مِّنَ ٱللَّهِ شَيۡـًٔا إِنۡ أَرَادَ بِكُمۡ ضَرًّا أَوۡ أَرَادَ بِكُمۡ نَفۡعَۢاۚ بَلۡ كَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرَۢا} (11)

المخلَّفون : واحدهم مخلّف ، وهو المتروك في المكان خلف الذين خرجوا منه . الأعراب : أهلُ البادية .

عندما أراد النبي صلى الله عليه وسلم الخروج إلى مكة معتمراً دعا جميع المسلمين للخروج معه فتخلّف البدو من جهينة ومزينة وغفار وأشجعَ وأسلم وغيرهم وتعللوا بأن أموالهم وأهليهم قد شغلتهم . والحقيقةُ أنهم كانوا ضِعاف الإيمان ، يخشون أن تقع الحرب . وقالوا : لن يرجع محمد ولا أصحابه من هذا السفر . ففضحهم الله في هذه الآية لأنهم كاذبون يقولون خلاف ما يبطنون ، وأمر رسوله الكريم أن يرد عليهم بقوله : { قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُمْ مِّنَ الله شَيْئاً إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرّاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعاً ؟ } والله عليم بكل ما تعملون .

قراءات :

قرأ حمزة والكسائي : إن أراد بكم ضُرا بضم الضاد . وقرأ الباقون : ضَرا بفتح الضاد .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{سَيَقُولُ لَكَ ٱلۡمُخَلَّفُونَ مِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ شَغَلَتۡنَآ أَمۡوَٰلُنَا وَأَهۡلُونَا فَٱسۡتَغۡفِرۡ لَنَاۚ يَقُولُونَ بِأَلۡسِنَتِهِم مَّا لَيۡسَ فِي قُلُوبِهِمۡۚ قُلۡ فَمَن يَمۡلِكُ لَكُم مِّنَ ٱللَّهِ شَيۡـًٔا إِنۡ أَرَادَ بِكُمۡ ضَرًّا أَوۡ أَرَادَ بِكُمۡ نَفۡعَۢاۚ بَلۡ كَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرَۢا} (11)

شرح الكلمات :

{ المخلفون من الأعراب } : أي الذين حول المدينة وقد خلّفهم الله عن صحبتك لما طلبتهم ليخرجوا معك إلى مكة خوفا من تعرض قريش لك عام الحديبية وهم غفار ومزينة وجهينة وأشجع .

{ شغلتنا أموالنا وأهلونا } : أي عن الخروج معك .

{ فاستغفر لنا } : أي الله من ترك الخروج معك .

{ يقولون بألسنتهم } : أي كل ما قالوه هو ألسنتهم وليس في قلوبهم منه شيء .

{ قل فمن يملك لكم من الله شيئا } : أي لا أحد لأن الاستفهام هنا للنفي .

{ إن أراد بكم ضراً أو أراد بكم نفعاً } : وبَّخهم على تركهم صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم خوفا من قريش .

المعنى :

ما زال السياق الكريم في مطلب هداية المنافقين في الحضر والبادية وذلك بتأنيبهم وتوبيخهم وذكر معايبهم إرادة إصلاحهم فقال تعالى لرسوله { سيقول لك المخلفون من الأعراب } وهم غفار مزينة وجهينة وأشجع وكانوا أهل بادية وأعرابا حول المدينة استنفرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخرجوا معه إلى مكة للعمرة تحسبا لما قد تُقدم عليه قريش من قتاله صلى الله عليه وسلم إلاَّ أن هؤلاء المخلفين من الأعراب أصابهم خوف وجبن من ملاقاة قريش وزين لهم الشيطان فكرة أن الرسول والمؤمنين لن يعودوا إلى المدينة فإِن قريشا ستقضي عليهم وتنهي وجودهم فَلِذَلِكَ خلفهم الله وحرمهم صحبة نبيّه المؤمنين فحرموا من مكرمة بيعة الرضوان وأخبر رسوله عنهم وهو عائد من الحديبية بما يلي { سيقول لك المخلفون من الأعراب } معتذرين لك عن تخلفهم { شغلتنا أموالنا } فتخلفنا لأجل إصلاحها ، { وأهلونا } كذلك { فاستغفر لنا } أي اطلب لنا من الله المغفرة . ولم يكن هذا منهم حقا وصدقا بل كان باطلا وكذا فقال تعالى فاضحاً لهم { يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم } فهم إذاً كاذبون . وهنا أمر رسوله أن يقول لهم أخبروني إن أنتم عصيتم الله ورسوله وتركتم الخروج مع المؤمنين جنبا وخوفا من القتل فمن يملك لكم من الله شيئا إن أراد بكم ضراً أي شراً لكم أو أرد بكم نفعاً أي خيراً لكم ؟ والجواب قطعا لا أحد إذاً فإِنكم كنتم مخطئين في تخلفكم وظنكم معاً ، وقوله { بل كان الله بما تعملون خبيرا } أضرب تعالى عن كذبهم واعتذارهم ليهددهم على ذلك بقوله { بل كان الله بما تعملون خبيرا } وسيجزيكم به وما كان عملهم إلا الباطل والسوء .

الهداية :

من الهداية :

- إخبار القرآن بالغيب وصدقه في ذلك دال على أنه كلام الله أوحاه إلى رسوله صلى الله عليه وسلم .

- لا يملك النفع ولا الضر على الحقيقة إلا الله ولذا وجب أن لا يطمع إلا فيه ، ولا يرهب لا منه .

- ذم التخلف عن المسابقة في الخيرات والمنافسة في الصالحات .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{سَيَقُولُ لَكَ ٱلۡمُخَلَّفُونَ مِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ شَغَلَتۡنَآ أَمۡوَٰلُنَا وَأَهۡلُونَا فَٱسۡتَغۡفِرۡ لَنَاۚ يَقُولُونَ بِأَلۡسِنَتِهِم مَّا لَيۡسَ فِي قُلُوبِهِمۡۚ قُلۡ فَمَن يَمۡلِكُ لَكُم مِّنَ ٱللَّهِ شَيۡـًٔا إِنۡ أَرَادَ بِكُمۡ ضَرًّا أَوۡ أَرَادَ بِكُمۡ نَفۡعَۢاۚ بَلۡ كَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرَۢا} (11)

قوله تعالى : { سيقول لك المخلفون من الأعراب } قال ابن عباس ، ومجاهد : يعني أعراب بني غفار ومزينة وجهينة ، وأشجع وأسلم ، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أراد المسير إلى مكة عام الحديبية معتمراً استنفر من حول المدينة من الأعراب وأهل البوادي ليخرجوا معه حذراً من قريش أن يعرضوا له بحرب ، أو يصدوه عن البيت ، فأحرم بالعمرة وساق معه الهدي ليعلم الناس أنه لا يريد حرباً ، فتثاقل عنه كثير من الأعراب وتخلفوا واعتلوا بالشغل ، فأنزل الله تعالى فيهم : { سيقول لك المخلفون من الأعراب } يعني الذين خلفهم الله عز وجل عن صحبتك ، فإذا انصرفت من سفرك إليهم فعاتبهم على التخلف عنك { شغلتنا أموالنا وأهلنا } يعني النساء والذراري ، أي لم يكن لنا من يخلفنا فيهم . { فاستغفر لنا } تخلفنا عنك ، فكذبهم الله عز وجل في اعتذارهم ، فقال : { يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم } من أمر الاستغفار ، فإنهم لا يبالون أستغفر لهم النبي صلى الله عليه وسلم أو لا . { قل فمن يملك لكم من الله شيئاً إن أراد بكم ضراً } سوءا { أو أراد بكم نفعا } قرأ حمزة والكسائي : { ضراً } بضم الضاد ، وقرأ الآخرون بفتحها لأنه قابله بالنفع ، والنفع ضد الضر ، وذلك أنهم ظنوا أن تخلفهم عن النبي صلى الله عليه وسلم يدفع عنهم الضر ، ويعجل لهم النفع بالسلامة في أنفسهم وأموالهم ، فأخبرهم الله تعالى أنه إن أراد بهم شيئاً من ذلك لم يقدر أحد على دفعه . { بل كان الله بما تعملون خبيراً* }

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{سَيَقُولُ لَكَ ٱلۡمُخَلَّفُونَ مِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ شَغَلَتۡنَآ أَمۡوَٰلُنَا وَأَهۡلُونَا فَٱسۡتَغۡفِرۡ لَنَاۚ يَقُولُونَ بِأَلۡسِنَتِهِم مَّا لَيۡسَ فِي قُلُوبِهِمۡۚ قُلۡ فَمَن يَمۡلِكُ لَكُم مِّنَ ٱللَّهِ شَيۡـًٔا إِنۡ أَرَادَ بِكُمۡ ضَرًّا أَوۡ أَرَادَ بِكُمۡ نَفۡعَۢاۚ بَلۡ كَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرَۢا} (11)

{ سيقول لك المخلفون من الأعراب } الآية لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم المسير إلى مكة عام الحديبية استنفر من حول المدينة من الأعراب حذرا من قريش أن يعرضوا له بحرب فتثاقلوا عنه وخافوا قريشا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أنفسهم فأنزل الله تعالى { سيقول لك المخلفون } الذين خلفهم الله عن صحبتك إذا انصرفت إليهم فعاتبتهم عن التخلف { شغلتنا } عن الخروج معك { أموالنا وأهلونا } أي ليس لنا من يقوم فيها إذا خرجنا { فاستغفر لنا } تركنا الخروج معك ثم كذبهم الله تعالى في ذلك العذر فقال { يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم } ا لآية

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{سَيَقُولُ لَكَ ٱلۡمُخَلَّفُونَ مِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ شَغَلَتۡنَآ أَمۡوَٰلُنَا وَأَهۡلُونَا فَٱسۡتَغۡفِرۡ لَنَاۚ يَقُولُونَ بِأَلۡسِنَتِهِم مَّا لَيۡسَ فِي قُلُوبِهِمۡۚ قُلۡ فَمَن يَمۡلِكُ لَكُم مِّنَ ٱللَّهِ شَيۡـًٔا إِنۡ أَرَادَ بِكُمۡ ضَرًّا أَوۡ أَرَادَ بِكُمۡ نَفۡعَۢاۚ بَلۡ كَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرَۢا} (11)

{ سيقول لك المخلفون من الأعراب } الآية : سماهم بالمخلفين لأنهم تخلفوا عن غزوة الحديبية ، والأعراب هم أهل البوادي من العرب ، لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة يعتمر رأوا أنه يستقبل عدوا كثيرا من قريش وغيرهم فقعدوا عن الخروج معه ولم يكن إيمانهم متمكنا فظنوا أنه لا يرجع هو والمؤمنون من ذلك السفر ففضحهم الله في هذه السورة ، وأعلم رسوله صلى الله عليه وسلم بقولهم واعتذارهم قبل أن يصل إليهم ، وأعلمه أنهم كاذبون في ذلك أو قولهم : { فاستغفر لنا } لأنهم قالوا ذلك رياء من غير صدق ولا توبة .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{سَيَقُولُ لَكَ ٱلۡمُخَلَّفُونَ مِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ شَغَلَتۡنَآ أَمۡوَٰلُنَا وَأَهۡلُونَا فَٱسۡتَغۡفِرۡ لَنَاۚ يَقُولُونَ بِأَلۡسِنَتِهِم مَّا لَيۡسَ فِي قُلُوبِهِمۡۚ قُلۡ فَمَن يَمۡلِكُ لَكُم مِّنَ ٱللَّهِ شَيۡـًٔا إِنۡ أَرَادَ بِكُمۡ ضَرًّا أَوۡ أَرَادَ بِكُمۡ نَفۡعَۢاۚ بَلۡ كَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرَۢا} (11)

ولما ذكر سبحانه وتعالى أهل بيعة الرضوان ، وأضافهم إلى حضرة الرحمن ، تشوف السامع إلى الخبر عمن غاب عن ذلك الجناب ، وأبطأ عن حضرة تلك العمرة ، فاستؤنف{[60244]} الإخبار عما ينافقون به بقوله تعالى : { سيقول } أي بوعد لا خلف فيه ، وأكد أمر نفاقهم تنبيهاً على جلدهم فيه ووقاصهم{[60245]} به ولطف النبي صلى الله عليه وسلم وشدة رحمته ورفقه-{[60246]} وشفقته فقال : { لك } أي لأنهم يعلمون أنك ألطف الخلق عشرة وأعظمهم شفقة على عباد لله ، فهم يطمعون في قبولك من فساد عذرهم ما لا يطمعون فيه من غيرك من خلص المؤمنين ، وغاب عنهم - لما عندهم من غلظ{[60247]} الأكباد أن الكذب بحضرتك{[60248]} في غاية القباحة لأنك أعظم الخلق وأفطنهم ، مع ما يأتيك من الأنباء عن علام الغيوب ، وحقر أمرهم بسلب العقل عنهم وجعلهم مفعولين لا فاعلين إشارة إلى أنهم طردوا عن هذا المقام ، لأنهم أشرار لئام{[60249]} ، فقال تعالى{[60250]} { المخلفون } أي الذين - خلفهم الله عنك ولم يرضهم لصحبتك في هذه العمرة ، فجعلهم كالشيء التافه الذي يخلفه الإنسان ، لأنه لا فائدة فيه فلا يؤبه له ولا يعبأ به ، وذلك أنه صلى الله عليه وسلم لما أراد الاعتمار ندب أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين لذلك ، وندب من الأعراب الذين حول المدينة الشريفة من كان {[60251]}قد أقر{[60252]} بالإسلام ، فلم يرد الله حضورهم لأن إسلامهم لم يكن خالصاً فلو حضروا لفسد بهم الحال ، وإن حفظ الله بحوله وقوته من الفساد ، أعقب ذلك فساداً آخر وهو أن يقال : إنه لم يكف عنهم الأعداء إلا الكثرة ، فتخلفوا لما علم الله في تخلفهم من الحكم .

ولما كان قد تخلف بالجسد من خلص الأنصار وغيرهم من كان حاضراً معه صلى الله عليه وسلم بالقلب أخرجهم بقوله-{[60253]} : { من الأعراب } أي أهل البادية كذباً وبهتاناً جرأة على الله ورسوله { شغلتنا } أي عن إجابتك في هذه العمرة { أموالنا وأهلونا } أي{[60254]} لأنا لو تركناها ضاعت ، لأنه لم يكن لنا من يقوم بها وأنت قد نهيت عن إضاعة المال والتفريط في العيال ، ثم سببوا عن هذا القول المراد به السوء قولهم : { فاستغفر } أي اطلب المغفرة { لنا } من الله إن كنا أخطأنا أو قصرنا .

ولما كان هذا ربما يغتر به من لا خبرة له ، رده تعالى بقوله منبهاً على أن من صدق مع الله لم يشغله عن شاغل ، ومن شغله {[60255]}عنه شيء{[60256]} كان شوماً عليه : { يقولون } وعبر بالمضارع إشارة إلى أن هذا ديدن لهم لا ينفكون عنه . ولما صح بعد ذلك إيمان ، لم يعبر بالأفواه{[60257]} دأبه ، في المنافقين ، بل قال : { بألسنتهم } أي في الشغل والاستغفار ، وأكد ما أفهمه ذكر اللسان من أنه قول ظاهري نفياً للكلام الحقيقي الذي هو النفسي بكل اعتبار بقوله : { ما ليس في قلوبهم } لأنهم لم يكن لهم شغل ولا كانت لهم نية في سؤال الاستغفار .

ولما كان فعلهم هذا من تخلفهم واعتلالهم وسؤالهم الاستغفار{[60258]} ظناً منهم أنهم يدفعون عن أنفسهم بذلك المكروه ويحصلون لها المحبوب وكان كأنه قيل : قد علم كذبهم ، فماذا يقال لهم ؟ استأنف سبحانه الجواب بقوله : { قل } أي لهؤلاء الأغبياء واعظاً لهم مسبباً عن مخادعتهم لمن لا يخفى عليه خافية {[60259]}إشارة إلى أن العاقل يقبح عليه أن يقدم على ما هو بحيث تخشى عاقبته{[60260]} : { فمن يملك لكم } أيها المخادعون { من الله } أي الملك الذي لا أمر لأحد معه لأنه لا كفوء له { شيئاً } يمنعكم منه{[60261]} { إن أراد بكم } أي خاصة { ضراً } أي نوعاً من أنواع الضرر عظيماً أو حقيراً ، فأهلك الأموال والأهلين وأنتم محتاطون في حفظهما فلا ينفعها{[60262]} حضوركم أو أهلككم أنتم { أو أراد بكم نفعاً } بحفظهما به مع غيبتكم فلا يضرها بعدكم عنها ، ويحفظكم في أنفسكم ، وقد علم من تصنيفه سبحانه حالهم إلى صنفين مع الإبهام أنه يكون لبعضهم الضر لأن منهم من ارتد في زمن الردة ، ولبعضهم النفع لأنه ثبت على الإسلام .

ولما كان التقدير قطعاً : لا أحد يملك منه سبحانه لهم شيئاً من ذلك بل هو قادر على كل ما يريد منه ، فعلكم لما عندكم من الجلافة والغباوة والكثافة فعل من يظن أنه لا يقدر عليكم ولا يعلم كثيراً مما تعملون ، فيخفى عليه كذبكم ، وليس الأمر كما ظننتم فإنه لا يخفى عليه شيء من أعمالكم ، بنى عليه ما أرشد إلى تقديره فقال تعالى : { بل كان الله } أي{[60263]} المحيط أزلاً وأبداً بكل شيء قدرة وعلماً { بما تعملون } أي الجهلة{[60264]} { خبيراً * } أي يعلم بواطن أموركم هذه وغيرها كما يعلم ظواهرها .


[60244]:من مد، وفي الأصل و ظ: واستؤنف.
[60245]:من ظ ومد، وفي الأصل: وخفاحا.
[60246]:زيد من مد.
[60247]:من ظ ومد، وفي الأصل: غطا.
[60248]:من ظ ومد، وفي الأصل: في حضرة.
[60249]:من مد، وفي الأصل و ظ: لاءم.
[60250]:زيد في الأصل: مبينا من هم، ولم تكن الزيادة في ظ ومد فحذفناها.
[60251]:من مد، وفي الأصل و ظ: قدم.
[60252]:من مد، وفي الأصل و ظ: قدم.
[60253]:زيد من مد.
[60254]:زيد من ظ ومد.
[60255]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: شيء عنه.
[60256]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: شيء عنه.
[60257]:زيد في الأصل: كما هو، ولم تكن الزيادة في ظ ومد فحذفناها.
[60258]:من مد، وفي الأصل و ظ.للاستغفار.
[60259]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[60260]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[60261]:سقط من ظ ومد.
[60262]:من ظ ومد، وفي الأصل: فلا ينفعهما.
[60263]:من ظ ومد، وفي الأصل: الجلة.
[60264]:سقط من ظ ومد.