جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{سَيَقُولُ لَكَ ٱلۡمُخَلَّفُونَ مِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ شَغَلَتۡنَآ أَمۡوَٰلُنَا وَأَهۡلُونَا فَٱسۡتَغۡفِرۡ لَنَاۚ يَقُولُونَ بِأَلۡسِنَتِهِم مَّا لَيۡسَ فِي قُلُوبِهِمۡۚ قُلۡ فَمَن يَمۡلِكُ لَكُم مِّنَ ٱللَّهِ شَيۡـًٔا إِنۡ أَرَادَ بِكُمۡ ضَرًّا أَوۡ أَرَادَ بِكُمۡ نَفۡعَۢاۚ بَلۡ كَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرَۢا} (11)

{ سيقول لك المخلفون من الأعراب } : الذين وعدوا أن يرافقوا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إلى مكة عام الحديبية فتثاقلوا وأخلفوا الوعد ، { شغلتنا } : عن الوفاء بالوعد ، { أموالنا وأهلونا } : إذ ليس لنا من يقوم بأمرهم إذا خرجنا ، { فاستغفر لنا } : على التخلف ، { يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم } : تكذيب لهم من الله تعالى ، { قل فمن يملك لكم من الله شيئا إن أراد بكم ضرا أو أراد بكم نفعا } أي : لا أحد يدفع ضره ولا نفعه فليس الشغل بالأهل والمال عذرا ، فلا ذاك يدفع الضر إن أرادوه ، ولا ملاقاة العدو تمنع النفع إن أراد بكم نفعا ، واللام في لكم للبيان أو للصلة ، { بل كان بما تعملون خبيرا } : فيعلم قصدكم في التخلف ،