ثم بين ما يعلم منه إعجاز القرآن لأنه أخبر عن الغيب وقد وقع مطابقاً وله في السورة نظائر فقال { سيقول لك المخلفون } هم أسلم ومزينة وجهينة وغفار . وقيل : سموا مخلفين لأن التوفيق خلفهم ولم يعتدّ بهم . والظاهر أنهم سموا بذلك لأنه صلى الله عليه وسلم حين أراد المسير إلى مكة عام الحديبية معتمراً استنفر الأعراب وأهل البوادي حذراً من قريش أن يصدّوه عن البيت ، فتثاقل كثير من الأعراب وقالوا : يذهب إلى قوم قصدوه في داره بالمدينة وظنوا أنه يهلك فلا ينقلب إلى المدينة فاعتلوا . فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتذروا وقالوا { شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا } سل الله أن يغفر لنا تخلفنا عنك وإن كان من عذر فكذبهم الله بقوله { يقولون بألسنتهم } وقوله شيئاً من الضر كقتل وهزيمة ولا يوصل إليهم نفعاً إلا ما شاء الله . وإنما قال هاهنا بزيادة لفظة { لكم } لأنه في قوم بأعيانهم بخلاف " المائدة " فإنه عام لقوله { أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعاً } [ المائدة 17 ] ثم ردّ قولهم اللساني فقال { بل كان الله بما تعملون خبيراً } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.