ثم قال : { سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا } {[63892]} [ 11 ] .
نزلت هذه الآية في الأعراب الذين حول المدينة من مزينة وجهينة وأسلم ، وغيرهم تخلفوا عن النبي صلى الله عليه وسلم عام الحديبية ، فلما رجع النبي {[63893]}/ وظفر وسلم أتوه يسألونه الاستغفار لهم وفي قلوبهم خلاف ذلك ، ففضحهم الله {[63894]} .
أي : سيقول لك يا محمد إذا رجعت إلى الحديبية الذين ( تخلفوا في أهليهم ) {[63895]} .
وقعدوا عن صحبتك والخروج معك إلى مكة معتمرين كما خرجت ، معتذرين عن تخلفهم عنك : شغلتنا عن الخروج معك معالجة أموالنا ، وأصلاح معائشنا وأهلينا فاستغفر لنا ربك لتخلفنا عنك ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم {[63896]} لما أراد الخروج إلى مكة معتمرا استنفر العرب ، الذين حول المدينة ليخرجوا معه حذرا من قريش أن يعرضوا له {[63897]} بحرب أو يصدوه عن البيت ، ثم أحرم بالعمرة ، وساق الهدي ليعلم الناس أنه لم {[63898]} يخرج لحرب فتثاقل عنه كثير من الأعراب {[63899]} فتخلفوا {[63900]} عنه {[63901]} ، ففيهم نزل {[63902]} هذا .
وقال مجاهد {[63903]} : هم أعراب المدينة من جهينة ومزينة {[63904]} تخلفوا عن الخروج مع النبي صلى الله عليه وسلم {[63905]} إلى مكة غداة {[63906]} الحديبية ثم أنزل الله {[63907]} تكذيبهم في عذرهم فقال : { يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم } {[63908]} أي : يسألونك يا محمد الاستغفار من {[63909]} فعلهم من غير توبة تنعقد {[63910]} عليها قلوبهم ، ولا ندم على فعلهم .
وجاء بلفظ " ألسنتهم " توكيدا وفرقا بين المجاز والحقيقة .
ثم قال : { قل فمن يملك لكم من الله شيئا } أي : قل يا محمد لهؤلاء الأعراب الذين تخلفوا عن الخروج معك إلى مكة ، من يملك لكم من الله شيئا .
{ إن أراد بكم ضرا وأراد بكم نفعا }/ أي : من يدفع عنكم الضر إذا أراده {[63911]} الله بكم حين عصيتم رسوله وتخلفتم عن الخروج معه ، واعتذرتم بما لا تعتقده قلوبكم .
ثم قال : { بل كان الله بما تعملون خبيرا } أي : بل [ لم ] {[63912]} يزل الله ذا خبر بما تعملون وما تعتقدون {[63913]} ، لا يخفى عليه شيء من ذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.