قوله تعالى : { سَيَقُولُ لَكَ المخلفون مِنَ الأعراب } قال ابن عباس ومجاهد : يعني أعراب غِفَار ، ومُزَيْنَةَ وجُهَيْنَةَ ، وأشْجَعَ وَأسْلَمَ ، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أراد المسير إلى مكة عام الحديبية معتمراً اسْتَنفَرَ من حول المدينة من الأعراب ، والبَواَدِي ليخرجوا معه حَذَراً من قريش أن يعرضوا له بحرب ، أو يصدوه عن البيت فأحرم بالعمرة وساق معه الهَدْي ، ليعلمَ الناسُ أنه لا يريد حَرباً فتثاقل كثيرٌ من الأعراب وتخلفوا واعْتَلُّوا{[51683]} بالشغل لظنهم أنه يهزم ، فأنزل الله هذه الآية{[51684]} .
قوله : «شَغَلَتْنَا » حكى الكسائي عن ابن مدح{[51685]} أنه قرأ : شَغَّلَتْنَا بالتشديد { أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا } يعني النساء والذَّرَارِي أنْ لم يكن لنا من يخلفنا فيهم { فاستغفر لَنَا } تَخَلٌّفَنَا عنك .
فكذبهم الله في اعتذارهم فقال : { يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ } من الأمر بالاستغفار فإنهم لا يبالون أستغفر لهم النبي أو لا . { قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُمْ مِّنَ الله شَيْئاً إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرّاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعاً } قرأ الأخوان ضُرًّا بضم الضاد{[51686]} والباقون بفتحها .
فقيل : هما لغتان بمعنى كالفَقْر والفُقْر والضَّعف والضُّعْف ، وقيل : بالفتح{[51687]} ضِدُّ النفع ، وبالضم سُوء الحال فمن فتح قال : لأنه قابله بالنفع ، والنفع ضد الضر{[51688]} ، وذلك أنهم ظنوا أن تخلفهم عن النبي صلى الله عليه وسلم يدفع عنهم الضر ، ويجعل لهم النفع بالسلامة في أموالهم وأنفسهم فأخبرهم أنه إن أراد بهم شيئاً من ذلك لم يقدر واحد على دفعه { بَلْ كَانَ الله بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً } أي بما تعلنون من إظهار أمر وإضمار غيره{[51689]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.