قوله تعالى : { سَيَقُولُ لَكَ المخلفون مِنَ الأعراب } وهم أسلم ، وأشجع ، وغفار ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم حين خرج إلى مكة عام الحديبية ، فاستتبعهم ، وكانت منازلهم بين مكة والمدينة . فقالوا فيما بينهم : نذهب معه إلى قوم جاؤوه فقتلوا أصحابه ، فقاتلهم ، فاعتلوا عليه بالشغل ، حتى رجع ، فأخبر الله تعالى رسوله قبل ذلك ، أنه إذا رجع إليهم استقبلوه بالعذر ، وهم كاذبون . فقال : { سَيَقُولُ لَكَ المخلفون مِنَ الأعراب } يعني : الذين تخلفوا عن بيعة الحديبية { شَغَلَتْنَا أموالنا وَأَهْلُونَا } يعني : خفنا عليهم الضيعة ، ولولا ذلك لخرجنا معك . { فاستغفر لَنَا } في التخلف . { يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَّا لَيْسَ في قُلُوبِهِمْ } يعني : من طلب الاستغفار وهم لا يبالون ، استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم .
{ قُلْ } يا محمد { فَمَن يَمْلِكُ لَكُمْ مّنَ الله شَيْئاً } يعني : من يقدر أن يمنع عنكم من عذاب الله شيئاً { إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرّاً } يعني : قتلاً ، أو هزيمة ، { أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعاً } يعني : النصرة . قرأ حمزة والكسائي { ضَرّا } بضم الضاد ، وهو سوء الحال والمرض ، وما أشبه ذلك . والباقون : بالنصب .
وهو ضد النفع . اللفظ لفظ الاستفهام ، والمراد به التقرير . يعني : لا يقدر أحد على دفع الضر ، ومنع النفع غير الله .
ثم استأنف الكلام فقال : { بَلْ كَانَ الله بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً } يعني : عالماً بتخلفكم ، ومرادكم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.