وقوله سبحانه : { سَيَقُولُ لَكَ المخلفون مِنَ الأعراب } قال مجاهد وغيره : هم " جُهَيْنَةُ " و " مُزَيْنَةُ " ، ومَنْ كان حول المدينة من الأعراب ؛ وذلك أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم حين أراد المسيرَ إلى مَكَّة عام الحديبية مُعْتَمِراً ، استنفر مَنْ حولَ المدينة من الأعراب وأَهلِ البوادي ؛ ليخرجوا معه ؛ حذراً من قريش ، وأحرم بالعمرة ، وساق معه الهَدْيَ ؛ ليعلمَ الناس أنه لا يريد حرباً ، فتثاقل عنه هؤلاء المُخَلَّفُونَ ، ورأوا أَنَّهُ يستقبل عدوّاً عظيماً من قريش وثقيف وكنانة والقبائل المجاورة لمكة ، وهم الأحابيش ، ولم يكن تَمَكَّنَ إيمانُ هؤلاءِ المُخَلَّفِينَ ، فقعدوا عن النبي صلى الله عليه وسلم وتخلَّفُوا وقالوا : لَنْ يرجع محمد ولا أصحابه من هذه السفرة ، ففضحهم اللَّه في هذه الآية ، وأَعْلَمَ نَبِيَّه محمداً صلى الله عليه وسلم بقولهم ، واعتذارهم قبلَ أَنْ يَصِلَ إليهم ، فكان كما أخبر اللَّه سبحانه ، فقالوا : { شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا } عَنْكَ ( فَاسْتَغْفِرْ لَنَا ) وهذا منهم خُبْثٌ وإبطال ، لأَنَّهم قالوا ذلك مُصَانَعَةً من غير توبة ولا ندم ؛ فلذلك قال تعالى : { يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ } ثم قال تعالى لنبيِّه عليه السلام : { قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُمْ مِّنَ الله شَيْئاً إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرّاً } أي : مَنْ يحمي منه أموالكم وأهليكم إنْ أراد بكم فيها سوآ ؟ وفي مصحف ابن مسعود : ( إنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوآ ) ثم رَدَّ عليهم بقوله : { بَلْ كَانَ الله بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.