تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{سَيَقُولُ لَكَ ٱلۡمُخَلَّفُونَ مِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ شَغَلَتۡنَآ أَمۡوَٰلُنَا وَأَهۡلُونَا فَٱسۡتَغۡفِرۡ لَنَاۚ يَقُولُونَ بِأَلۡسِنَتِهِم مَّا لَيۡسَ فِي قُلُوبِهِمۡۚ قُلۡ فَمَن يَمۡلِكُ لَكُم مِّنَ ٱللَّهِ شَيۡـًٔا إِنۡ أَرَادَ بِكُمۡ ضَرًّا أَوۡ أَرَادَ بِكُمۡ نَفۡعَۢاۚ بَلۡ كَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرَۢا} (11)

{ سيقول لك المخلفون من الأعراب } مخافة القتال وهم مزينة وجهينة وأسلم وغفار وأشجع { شغلتنا أموالنا وأهلونا } في التخلف وكانت منازلهم بين مكة والمدينة { فاستغفر لنا يقولون بألسنتهم } يعني يتكلمون بألسنتهم { ما ليس في قلوبهم } من أمر الاستغفار لا يبالون استغفر لهم النبي صلى الله عليه وسلم أم لا { قل } لهم يا محمد : { فمن يملك } يعني فمن يقدر { لكم من الله شيئا } نظيرها في الأحزاب { إن أراد بكم ضرا } يعني الهزيمة { أو أراد بكم نفعا } يعني الفتح والنصر ، يعني حين يقول : فمن يملك دفع الضر عنكم ، أو منع النفع غير الله ، بل الله يملك ذلك كله .

ثم استأنف { بل كان الله بما تعملون خبيرا } آية في تخلفكم وقولكم إن محمدا صلى الله عليه وسلم وأصحابه كلفوا شيئا لا يطيقونه ، ولا يرجعون أبدا ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بهم فاستنفرهم ، فقال بعضهم لبعض : إن محمدا صلى الله عليه وسلم ، أصحابه أكلة رأس لأهل مكة لا يرجع هو وأصحابه أبدا فأين تذهبون ؟ أتقتلون أنفسكم ؟ انتظروا حتى تنظروا ما يكون من أمره ، فأنزل الله عز وجل لقولهم له قالوا :{ شغلتنا أموالنا وأهلونا } :