غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{أَن رَّءَاهُ ٱسۡتَغۡنَىٰٓ} (7)

1

وقيل : السين في { استغنى } للطلب ، والمعنى أن الإنسان قد ينسى فضل الرب وعنايته في حالة أن رآه طلب الغنى فنال المنى بسبب الجهد والكد ، فينسب ذلك إلى كفاءته لا إلى عناية الله ، ولم يدر أنه كم من باذل وسعة في الحرص والطلب لم يحصل إلا على خفي حنين ، وأنه تعالى قد يرجع الغني آخر الأمر إلى حالة الفقر ليتحقق أن ذلك الغني لم يكن بفعله وكسبه ، وإنما ذلك بحول الله وقوته . وهاهنا نكتة وهي أن أول السورة دل على فضيلة العلم ، وبعدها دل على مذمة المال ، فكفى ذلك مرغباً في العلم ومنفراً عن الدنيا .

/خ19