الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{أَن رَّءَاهُ ٱسۡتَغۡنَىٰٓ} (7)

ثم بين كفره من أين أتاه ، فقال : { كلا إن الإنسان ليطغى أن رءاه استغنى } .

أي : إن الإنسان إذا أحس بالغنى واستكبر وكفر . فيوقف على " كلا " ] على[ ( {[76638]} ) هذا التأويل( {[76639]} ) .

قال ابن مسعود : منهومان( {[76640]} ) لا يشبعان : طالب علم ، طالب دنيا .

فأما طالب العلم( {[76641]} ) فيزداد خيفة . قال الله/ : { إنما يخشى الله من عباده العلماؤاٌ }( {[76642]} ) ، وأما طالب الدنيا فيزداد طغيانا . قال الله : { كلا( {[76643]} ) إن الإنسان ليطغى أن رءاه استغنى }( {[76644]} ) .

ويجوز أن ] يكون[ ( {[76645]} ) " كلا " بمعنى : " ألا " ، فيبتدأ بها لأن المعنى الذي يكون ردا له لم يظهر لفظه في الآية ، ] فيبعد[ ( {[76646]} ) أن ] تكون[ ( {[76647]} ) ردا لما ( لم )( {[76648]} ) ينص( {[76649]} ) قبلها( {[76650]} ) .

] " ورأى[ ( {[76651]} ) هاهنا( {[76652]} ) من رؤية القلب ، دل على ذلك ] تعدي[ ( {[76653]} ) ] الضمير[ ( {[76654]} ) إلى المضمر ، ولو كان من رؤية العين لم يجز " رآه " ، والفاعل هو المفعول .

وإنما كان يقال : " رأى نفسه " ، " كضرب نفسه " . والمفعول الثاني ] " لرأي " [ ( {[76655]} ) : " استغنى " .


[76638]:ساقط من م.
[76639]:هو قول أبي حاتم في القطع781.
[76640]:كذا في أ: وكتب الناسخ في الهامش: أظنه نهيمان.
[76641]:ث: علم.
[76642]:فاطر: 28.
[76643]:ليس في أ.
[76644]:ث: ﴿أن رءاه استغنىٰ إلى ربك الرجعٰى﴾، وهذا القول عن ابن مسعود أخرجه البيهقي في المدخل بنحوه، الدرر المنتشرة: 176 وذكره ابن كثير في تفسيره 4/565 بمعناه قال: "وقد وروي هذا مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم : "مفهومان لا يشبعان: طالب دنيا". وقد ذكره السيوطي في الدرر المنتشرة: 176 فيما أخرجه الطبراني في الكبير من حديث ابن مسعود بسند ضعيف ولفظه: "مفهومان لا يشبعان" طالب علم، وطالب دنيا"، قال: وأخرجه الطبراني والبزار من حديث ابن عباس بسند ضعيف.
[76645]:م، ث: يكون.
[76646]:م: فيعد.
[76647]:م، ث: يكون.
[76648]:ساقط من أ.
[76649]:ث: ينقص.
[76650]:وهذا ما استحسنه مكي في كتابه شرح كلا... ص:60 و61.
[76651]:م: وراء، ث: يرى.
[76652]:أ: ورأى هنا.
[76653]:كأنها في م: تعذيذ، ث: تعد.
[76654]:م، أ: المضمر.
[76655]:م: أرى.