فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{أَن رَّءَاهُ ٱسۡتَغۡنَىٰٓ} (7)

وقوله : { أَن رَّءاهُ استغنى } علة ليطغى ، أي ليطغى أن رأى نفسه مستغنياً ، والرؤية هنا بمعنى العلم ، ولو كانت البصرية لامتنع الجمع بين الضميرين في فعلها لشيء واحد لأن ذلك من خواص باب علم ، ونحوه . قال الفرّاء : لم يقل رأى نفسه كما قيل قتل نفسه لأن رأى من الأفعال التي تريد اسماً وخبراً نحو الظنّ والحسبان فلا يقتصر فيه على مفعول واحد ، والعرب تطرح النفس من هذا الجنس تقول : رأيتني وحسبتني ، ومتى تراك خارجاً ، ومتى تظنك خارجاً . قيل : والمراد هنا أنه استغنى بالعشيرة والأنصار والأموال . قرأ الجمهور { أن رآه } بمد الهمزة . وقرأ قنبل عن ابن كثير بقصرها . قال مقاتل : كان أبو جهل إذا أصاب مالاً زاد في ثيابه ومركبه وطعامه وشرابه فذلك طغيانه ، وكذا قال الكلبي .

/خ19