قوله : { أَن رَّآهُ } : " أنْ " مفعولٌ له ، أي : لرؤيتِه نفسَه مُسْتَغْنياً . وتعدَّى الفعلُ هنا إلى ضميرَيْه المتصلَيْن ؛ لأنَّ هذا مِنْ خواصِّ هذا البابِ . قال الزمخشري : " ومعنى الرؤيةِ العِلْمُ ، لو كانَتْ بمعنى الإِبصارِ لامتنعَ في فِعْلِها الجمعُ بين الضميرَيْن ، و " استغنى " هو المفعول الثاني " . قلت : والمسألةُ فيها خلافٌ : ذهب جماعةٌ إلى أنَّ " رأى " البَصَرية تُعْطي حُكْمَ العِلْمَّية ، وجَعَل مِنْ ذلك قولَ عائشةَ - رضي اللَّهُ عنها - " لقد رَأَيْتُنا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وما لنا طعامٌ إلاَّ الأسْوَدان " وأنشد :
ولقد أَراني للرِّماح دَرِيْئَةً *** مِنْ عَنْ يمين تارةً وأمامي
وتقدَّم تحقيقُه . وقرأ قنبل بخلافٍ عنه " رَأَه " دونَ ألفٍ بعد الهمزة وهو مقصورٌ مِنْ " رآه " في قراءةِ العامَّةِ ، ولا شكَّ أنَّ الحَذْفَ في مثلِه جاء قليلاً كقولِهم : " أصابَ الناسَ جَهْدٌ ، ولو تَرَ أهلَ مكةَ " بحَذْفِ لامِ " ترى " ، وقولِ الآخرِ :
وَصَّانِيَ العَجَّاجُ فيما وَصَّني ***
يريد : وصَّاني ، ولَمَّا روَى ابن مجاهد هذه القراءةَ عن قنبل وقال : " قرأتُ بها عليه " نَسَبه فيها إلى الغلظ . ولا يَنْبغي ذلك ؛ لأنه إذا ثبتَتْ قراءةً ولها وجهٌ وإنْ كان غيرُه أشهرَ منه فلا يَنْبغي أَنْ يُقْدِمَ على تَغْليِطِه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.