السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{أَن رَّءَاهُ ٱسۡتَغۡنَىٰٓ} (7)

{ أن رآه } أي : رأى نفسه { استغنى } أي : وجد له الغنى بالمال ، وقيل : أن يرتفع عن منزلته في اللباس والطعام وغير ذلك . نزلت في أبي جهل كان إذا زاد ماله زاد في ثيابه ومركبه وطعامه ، فذلك طغيانه . وعن ابن عباس رضي الله عنهما : لما نزلت هذه الآية وسمع بها المشركون أتاه أبو جهل ، فقال : يا محمد أتزعم أنّ من استغنى طغى ؟ فاجعل لنا جبال مكة ذهباً لعلنا نأخذ فنطغى فندع ديننا ونتبع دينك ، قال : فأتاه جبريل عليه السلام فقال : يا محمد خيرهم في ذلك ، فإن شاؤوا فعلنا بهم ما أرادوا ، فإن لم يفعلوا فعلنا بهم كما فعلنا بأصحاب المائدة ، فكف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدعاء إبقاء لهم . وقيل : { أن رآه استغنى } بالعشيرة والأنصار والأعوان ، وحذف اللام من قوله تعالى : { أن رآه } كما يقال : إنكم لتطغون أن رأيتم غناكم ، فرأى علمية ، واستغنى مفعول ثان ، وأن رأى مفعول له .