تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{بَلَىٰ قَٰدِرِينَ عَلَىٰٓ أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُۥ} (4)

البنان : مفردها بنانة وهي أطراف الأصابع .

بلى نحن قادرون على ذلك وعلى أعظمَ منه ، فنحن قادرون على أن نسوي بنانه على صغرها ولطافتها ، وضم بعضها إلى بعض ، فكيف بكبار العظام ! إن من يقدر على جمع العظام الصغار فهو على غيرها من الكبار أقدَر .

واعلم أن عظام اليدين ثلاثون ، وعظام أصابع الرجلين ثمانية وعشرون ، فيكون مجموعهما ثمانية وخمسين ، وهذه عظام دقيقة وضعت لمنافع لولاها ما تمت تلك المنافع كالقبض والبسط واستعمال اليدين في الجذب والدفع وغير ذلك مما لا يحصى . فلولا دقة هذه العظام وحسن تركيبها ما انتظمت الأعمال المترتبة على اليدين . وكذلك الفقرات ، تعدّدت ولم تجعل عظمة واحدة ، لأنها لو جُعلت واحدة لعاقت حركة الإنسان . وقد جُعلت فقراتٍ متتالية ليمكنه الحركة والسكون ، ويكون ذلك سهلا عليه أينما كان ، فلولا الفقرات وتفصيلها لم يقدر الإنسان على الانحناء للأعمال والحركات المختلفة ، بل يكون منتصبا كالخشبة . ومجموع العظام في جسم الإنسان مئتان وثمانية وأربعون قطعة ، { فَتَبَارَكَ الله أَحْسَنُ الخالقين } [ المؤمنون : 14 ] .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{بَلَىٰ قَٰدِرِينَ عَلَىٰٓ أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُۥ} (4)

{ بلى } تقديره نجمعها .

{ قادرين } منصوب على الحال من الضمير في نجمع والتقدير نجمعها ونحن قادرون .

{ على أن نسوي بنانه } البنان الأصابع ، وفي المعنى قولان :

أحدهما : أنه إخبار بالقدرة على البعث أي : قادرين على أن نسوي أصابعه أي : نخلقها بعد فنائها مستوية متقنة ، وإنما خص الأصابع دون سائر الأعضاء لدقة عظامها وتفرقها .

والآخر : أنه تهديد في الدنيا ، أي : قادرين على أن نجعل أصابعه مستوية ملتصقة كيد الحمار وخف الجمل فلا يمكنه تصريف يديه في منافعه والأول أليق بسياق الكلام .

 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{بَلَىٰ قَٰدِرِينَ عَلَىٰٓ أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُۥ} (4)

{ بلى قادرين على أن نسوي بنانه }

{ بلى } نجمعها { قادرين } مع جمعها { على أن نسوِّي بنانه } وهو الأصابع ، أي نعيد عظامها كما كانت مع صغرها فكيف بالكبيرة .