تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ هَلۡ نَدُلُّكُمۡ عَلَىٰ رَجُلٖ يُنَبِّئُكُمۡ إِذَا مُزِّقۡتُمۡ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمۡ لَفِي خَلۡقٖ جَدِيدٍ} (7)

إذا مُزقتم كل ممزق : متُّم وتفرقت أجسامكم في التراب .

لفي خلْق جديد : يوم البعث في القيامة .

قال بعض الذين كفروا تعجباً واستهزاءً : هل ندلكم على رجل يخبركم أنكم إذا متم وتمزقتْ أجسامكم وتفرقت في ذرات التراب ستبعثون من جديد !

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ هَلۡ نَدُلُّكُمۡ عَلَىٰ رَجُلٖ يُنَبِّئُكُمۡ إِذَا مُزِّقۡتُمۡ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمۡ لَفِي خَلۡقٖ جَدِيدٍ} (7)

قوله تعالى : " وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل " وإن شئت أدغمت اللام في النون لقربها منها " ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق " هذا إخبار عمن قال : " لا تأتينا الساعة " [ سبأ : 3 ] أي هل نرشدكم إلى رجل ينبكم ، أي يقول لكم : إنكم تبعثون بعد البلي في القبور . وهذا صادر عن فرط إنكارهم . الزمخشري : " فإن قلت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مشهورا علما في قريش ، وكان إنباؤه بالبعث شائعا عندهم ، فما معنى قولهم : " هل ندلكم على رجل ينبئكم " فنكروه لهم وعرضوا عليهم الدلالة عليه ، كما يدل على مجهول في أمر مجهول .

قلت : كانوا يقصدون بذلك الطنز{[12956]} والهزؤ والسخرية ، فأخرجوه مخرج التحكي{[12957]} ببعض الأحاجي التي يتحاجى بها للضحك والتلهي ، متجاهلين به وبأمره . و " إذا " في موضع نصب والعامل فيها " مزقتم " قاله النحاس . ولا يجوز أن يكون العامل فيها " ينبئكم " ، لأنه ليس يخبرهم ذلك الوقت . ولا يجوز أن يكون العامل فيها ما بعد " إن " ، لأنه لا يعمل فيما قبله ، وألا يتقدم عليها ما بعدها ومعمولها . وأجاز الزجاج أن يكون العامل فيها محذوفا . التقدير : إذا مزقتم كل ممزق بعثتم ، أو ينبئكم بأنكم تبعثون إذا مزقتم . المهدوي : ولا يعمل فيه " مزقتم " ؛ لأنه مضاف إليه ، والمضاف إليه لا يعمل في المضاف . وأجازه بعضهم على أن يجعل " إذا " للمجازاة ، فيعمل فيها حينئذ ما بعدها لأنها غير مضافة إليه . وأكثر ما تقع " إذا " للمجازاة في الشعر . ومعنى " مزقتم كل ممزق " فرقتم كل تفريق . والمزق خرق الأشياء . يقال : ثوب مزيق وممزوق ومتمزق وممزق .


[12956]:الطنز: السخرية.
[12957]:في الكشاف والبحر: "التحلي" باللام.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ هَلۡ نَدُلُّكُمۡ عَلَىٰ رَجُلٖ يُنَبِّئُكُمۡ إِذَا مُزِّقۡتُمۡ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمۡ لَفِي خَلۡقٖ جَدِيدٍ} (7)

ولما عجب سبحانه{[56389]} من الذين كفروا في قولهم { لا تأتينا الساعة } المتضمن لتكذيبهم ، وختم بتصديق الذين أوتوا العلم مشيراً إلى أن سبب{[56390]} تكذيب الكفرة الجهل الذي سببه الكبر ، عجب منهم تعجيباً آخر أشد من الأول لتصريحهم بالتكذيب على وجه عجيب{[56391]} فقال : { وقال{[56392]} الذين كفروا } أي الذين تحققوا أمره صلى الله عليه وسلم وأجمعوا خلافه وعتوا على العناد{[56393]} ، لمن يرد عليهم ممن لا يعرف حقيقة حاله معجبين ومنفرين{[56394]} : { هل ندلكم } أي أيها المعتقدون أن لا حشر . ولما أخرجوا الكلام مخرج الغرائب المضحكة{[56395]} لم يذكروا اسمه مع أنه أشهر الأسماء ، بل قالوا : { على رجل } أي ليس هو {[56396]}صبياً و{[56397]} لا امرأة حتى تعذروه{[56398]} { ينبئكم } أي يخبركم متى شئتم{[56399]} إخباراً لا أعظم منه بما حواه من العجب الخارج عما نعقله مجدداً لذلك متى شاء المستخبر له{[56400]} .

ولما كان القصد ذكر ما يدل عندهم على استبعاد البعث ، قدموا المعمول فقالوا : { إذا } أي إنكم إذا{[56401]} { مزقتم } أي قطعتم وفرقتم بعد موتكم {[56402]}من كل من شأنه أن يمزق من التراب والرياح وطول الزمان ونحو ذلك{[56403]} تمزيقاً عظيماً ، بحيث صرتم تراباً ، وذلك{[56404]} معنى { كل ممزق } أي كل تمزيق ، فلم يبق شيء من أجسادكم مع شيء ، بل صار الكل بحيث {[56405]}لا يميز بين{[56406]} ترابه وتراب الأرض ، وذهبت به السيول كل مذهب ، فصار مع اختلاطه بتراب الأرض والتباسه متباعداً بعضه عن بعض ، وكسر معمول " ينبئكم " لأجل اللام فقال : { إنكم لفي } أي لتقومون كما كنتم قبل الموت قياماً لا شك فيه ، والإخبار به مستحق{[56407]} لغاية التأكيد{[56408]} { خلق جديد * } وهذا عامل{[56409]} إذا الظرفية .


[56389]:زيد من ظ وم ومد.
[56390]:زيد من ظ وم ومد.
[56391]:زيد من ظ وم ومد.
[56392]:ليس في الأصل فقط.
[56393]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: الفساد.
[56394]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: منعرين ـ كذا.
[56395]:زيد من ظ وم ومد.
[56396]:ما بين الرقمين بياض في الأصل، ملأناه من ظ وم ومد.
[56397]:ما بين الرقمين بياض في الأصل، ملأناه من ظ وم ومد.
[56398]:من ظ ومد، وفي الأصل وم: تقذروه.
[56399]:زيد من ظ ومد.
[56400]:زيد من ظ ومد.
[56401]:زيد من ظ وم ومد.
[56402]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[56403]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[56404]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: هذا.
[56405]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: لا يتميز.
[56406]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: لا يتميز.
[56407]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: يستحق.
[56408]:زيد في الأصول: في.
[56409]:من ظ وم ومد، وفي الأصل: عليل.