ثم ذكر سبحانه نوعاً آخر من كلام منكري البعث ، فقال : { وَقَالَ الذين كَفَرُواْ } أي قال بعض لبعض : { هَلْ نَدُلُّكُمْ على رَجُلٍ } . يعنون محمداً صلى الله عليه وسلم أي هل نرشدكم إلى رجل { يُنَبّئُكُمْ } أي يخبركم بأمر عجيب ، ونبأ غريب هو أنكم { إِذَا مُزّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ } أي فرقتم كل تفريق ، وقطعتم كل تقطيع ، وصرتم بعد موتكم رفاتاً وتراباً { إِنَّكُمْ لَفِى خَلْقٍ جَدِيدٍ } أي تخلقون خلقاً جديداً ، وتبعثون من قبوركم أحياء ، وتعودون إلى الصور التي كنتم عليها ، قال هذا القول بعضهم لبعض استهزاء بما وعدهم الله على لسان رسوله من البعث . وأخرجوا الكلام مخرج التلهي به ، والتضاحك مما يقوله من ذلك ، و{ إذا } في موضع نصب بقوله { مزقتم } . قال النحاس : ولا يجوز أن يكون العامل فيها ينبئكم ، لأنه ليس يخبرهم ذلك الوقت . ولا يجوز أن يكون العامل فيها ما بعد إنّ ؛ لأنه لا يعمل فيما قبلها . وأجاز الزجاج : أن يكون العامل فيها محذوفاً ، والتقدير : إذا مزّقتم كل ممزّق بعثتم ، أو نبئتم بأنكم تبعثون إذا مزقتم ، وقال المهدوي : لا يجوز أن يعمل فيه مزقتم ؛ لأنه مضاف إليه ، والمضاف إليه لا يعمل في المضاف . وأصل المزق خرق الأشياء ، يقال : ثوب مزيق ، وممزق ، ومتمزق ، وممزوق .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.