فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ هَلۡ نَدُلُّكُمۡ عَلَىٰ رَجُلٖ يُنَبِّئُكُمۡ إِذَا مُزِّقۡتُمۡ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمۡ لَفِي خَلۡقٖ جَدِيدٍ} (7)

{ وقال الذين كفروا هل ندلكم على رجل ينبئكم إذا مزقتم كل ممزق إنكم لفي خلق جديد 7 أفترى على الله كذبا أم به جنة بل الذين لا يؤمنون بالآخرة في العذاب والضلال البعيد8 }

سخر الكافرون من الرسالة والرسول ، وقال بعضهم لبعض مستبعدين- البعث ، مستهزئين بمن يدعوهم إلى الإيمان به- : هل نعرفكم بإنسان يخبركم يقول إنكم إذا متم وبليت أجسادكم وتفرقت أجزاؤها غاية التفرق إذا كان ذلك تبعثون أحياء في خلق جديد ؟ !

نقل عن الزمخشري{[3722]} : فإن قلت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مشهورا علما في قريش ، وكان إنباؤه بالبعث شائعا عندهم ، فما معنى قولهم : { . . هل ندلكم على رجل ينبئكم . . } فنكروه لهم وعرضوا عليهم الدلالة عليه ، كما يدل على مجهول في أمر مجهول ؟ . قلت : كانوا يقصدون بذلك الطنز{[3723]} والهزء والسخرية ، فأخرجوه مخرج التحكي ببعض الأحاجي التي يتحاجى بها للضحك والتلهي ، متجاهلين به وبأمره . اه .


[3722]:صاحب التفسير المعروف[ بالكشاف]، ونقل هذا عنه القرطبي في تفسيره جـ 14، ص 262، 263.
[3723]:الاستخفاف والتهكم.