ثم ذكر سبحانه نوعا آخر من كلام منكري البعث فقال : { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا } بعضهم لبعض : { هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ ؟ } أي هل نرشدكم إلى رجل يعنون محمدا صلى الله عليه وسلم ، والتعبير برجل المنكر من باب التجاهل ، كأنهم لم يعرفوا منه إلا أنه رجل وهو عندهم أشهر من الشمس قاله الشهاب ، وقال القرطبي : كانوا يقصدون بذلك السخرية والهزأة .
{ يُنَبِّئُكُمْ } يخبركم بأمر عجيب ونبأ غريب هو أنكم { إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ } أي فرقتم كل تفريق وقطعتم كل تقطيع وصرتم بعد موتكم رفاتا وترابا ، وقال الكرخي : أي كل مكان تمزيق من القبور ، وبطون الوحش والطير .
{ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ } أي تخلقون وتنشأون خلقا جديدا ، وتبعثون من قبوركم أحياء ، وتعودون إلى الصور التي كنتم عليها بعد أن تمزقت أجسادكم كل تمزيق ، قال هذا القول بعضهم لبعض استهزاء بما وعدهم الله على لسان رسوله من البعث ، وأخرجوا الكلام مخرج التلهي به والتضاحك مما يقوله من ذلك قال الزجاج : التقدير إذا مزقتم كل ممزق بعثتم أو ينبئكم بأنكم تبعثون إذا مزقتم ، وأصل المزق : خرق الأشياء يقال ثوب مزيق وممزق ومتمزق وممزوق .
وعن قتادة في الآية قال : قال ذلك مشركو قريش ، إذا أكلتكم الأرض وصرتم رفاتا وعظاما وتقطعتكم السباع والطير ، أنكم ستحيون وتبعثون ، قالوا ذلك تكذيبا له ، وجديد عند البصريين بمعنى فاعل ، يقال جد الشيء فهو جاد ، وعند الكوفيين بمعنى مفعول من جددته أي قطعته .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.