تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَقَالُواْ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي صَدَقَنَا وَعۡدَهُۥ وَأَوۡرَثَنَا ٱلۡأَرۡضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ ٱلۡجَنَّةِ حَيۡثُ نَشَآءُۖ فَنِعۡمَ أَجۡرُ ٱلۡعَٰمِلِينَ} (74)

وعندما يستقرون فيه مكرّمين معززين يقولون : { الحمد للَّهِ الذي صَدَقَنَا وَعْدَهُ } وحقق لنا ما وعدَنا به على لسان رسله ، وملَّكنا الجنة ننزِل منها حيث ما نشاء { فَنِعْمَ أَجْرُ العاملين } .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَقَالُواْ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي صَدَقَنَا وَعۡدَهُۥ وَأَوۡرَثَنَا ٱلۡأَرۡضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ ٱلۡجَنَّةِ حَيۡثُ نَشَآءُۖ فَنِعۡمَ أَجۡرُ ٱلۡعَٰمِلِينَ} (74)

قوله تعالى : " وقالوا الحمد لله الذي صدقنا وعده " أي إذا دخلوا الجنة قالوا هذا . " وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء " أي أرض الجنة قيل : إنهم ورثوا الأرض التي كانت تكون لأهل النار لو كانوا مؤمنين . قاله أبو العالية وأبو صالح وقتادة والسدي وأكثر المفسرين . وقيل : إنها أرض الدنيا على التقديم والتأخير . " فنعم أجر العاملين " قيل : هو من قولهم أي نعم الثواب هذا . وقيل : هو من قول الله تعالى ، أي نعم ثواب المحسنين هذا الذي أعطيتهم .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{وَقَالُواْ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي صَدَقَنَا وَعۡدَهُۥ وَأَوۡرَثَنَا ٱلۡأَرۡضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ ٱلۡجَنَّةِ حَيۡثُ نَشَآءُۖ فَنِعۡمَ أَجۡرُ ٱلۡعَٰمِلِينَ} (74)

{ وأورثنا الأرض } : يعني أرض الجنة والوراثة هنا استعارة كأنهم ورثوا موضع من لم يدخل الجنة .

{ نتبوأ } أي : ننزل من الجنة حيث نشاء ونتخذه مسكنا .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَقَالُواْ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي صَدَقَنَا وَعۡدَهُۥ وَأَوۡرَثَنَا ٱلۡأَرۡضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ ٱلۡجَنَّةِ حَيۡثُ نَشَآءُۖ فَنِعۡمَ أَجۡرُ ٱلۡعَٰمِلِينَ} (74)

ولما كان التقدير : فدخلوها ، عطف عليه قوله : { وقالوا } أي جميع الداخلين : { الحمد } أي الإحاطة بأوصاف الكمال ، وعدلوا إلى الاسم الأعظم حثاً لأنفسهم على استحضار جميع ما تمكنهم معرفته من الصفات فقالوا : { لله } أي الملك الأعظم { الذي صدقنا وعده } في قوله تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقياً فطابق قوله الواقع الذي وجدناه في هذه الساعة { وأورثنا } كما وعدنا { الأرض } التي لا أرض في الحقيقة غيرها وهي أرض الجنة التي لا كدر فيها بوجه وفيها كل ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين ، بأن جعل حالنا فيها في تمام الملك وعدم التسبب في الحقيقة فيه حال الوارث الذي هو بعد موروثه ولا شيء بعده ولا منازع له حال كوننا { نتبوأ } أي نتخذ منازل هي أهل لمن خرج منها أن يشتهي العود إليها ، وبينوا الأرض بقولهم في موضع الضمير : { من الجنة } أي كلها { حيث نشاء } لاتساعها فلا حاجة لأحد فيها أن ينازع أحداً في مكان أصلاً ، ولا يشتهي إلا مكانه . ولما كانت بهذا الوصف الجليل ، تسبب عنه مدحها بقوله : { فنعم } أجرنا - هكذا كان الأصل ، ولكنه قال : { أجر العاملين * } ترغيباً في الأعمال وحثاً على عدم الاتكال .