الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَقَالُواْ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي صَدَقَنَا وَعۡدَهُۥ وَأَوۡرَثَنَا ٱلۡأَرۡضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ ٱلۡجَنَّةِ حَيۡثُ نَشَآءُۖ فَنِعۡمَ أَجۡرُ ٱلۡعَٰمِلِينَ} (74)

{ والأرض } عبارة عن المكان الذي أقاموا فيه واتخذوا مقراً ومتبوّأ وقد أورثوها أي ملكوها وجعلوا ملوكها وأطلق تصرفهم فيها كما يشاؤون ، تشبيهاً بحال الوارث وتصرفه فيما يرثه واتساعه فيه ، وذهابه في إنفاقه طولاً وعرضاً .

فإن قلت : ما معنى قوله : { حَيْثُ نَشَاءُ } وهل يتبوأ أحدهم مكان غيره ؟ قلت : يكون لكل واحد منهم جنة لا توصف سعة وزيادة على الحاجة ، فيتبوأ من جنته حيث يشاء ولا يحتاج إلى جنة غيره .