{ وَأَوْرَثَنَا الأرض } يُريدُ : أرْضَ الجَنَّةِ ، و{ نَتَبَوَّأُ } معناه : نتخذ أَمْكِنَةٌ ومَسَاكِنَ ، ثم وَصَفَ تعالى حَالَةَ الملائِكَةِ مِنَ العَرْشِ وَحُفُوفَهُمْ به والحفُوفُ الإحْدَاقُ بالشَّيْءِ ، وهذه اللفظة مأخوذةٌ من الحِفَافِ ، وهو الجانبُ .
قال ابن المبارِك في «رقائقه » : أخبرنا مَعْمَرٌ عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضَمْرَةَ عن علي ؛ أنه تلا هذه الآية : { وَسِيقَ الذين اتقوا رَبَّهُمْ إِلَى الجنة زُمَراً حتى إِذَا جَاءُوهَا } قال : وَجَدُوا عِنْدَ بَابِ الجَنَّةِ شَجَرَةً يخرجُ مِنْ ساقها عَيْنَانِ ، فَعَمَدُوا إلى إحداهما كأنما أمروا بها ، فاغْتَسَلُوا بها ، فَلَمْ تَشْعَثْ رُؤُوسُهم بَعْدَها أبداً ، ولم تَتَغَيَّرْ جُلُودُهُمْ بَعْدَهَا أبداً كأنما دُهِنُوا بِالدُّهْنِ ، ثم عمدوا إلى الأخرى ، فَشَرِبُوا مِنْهَا ، فَطَهُرَتْ أجوافُهم ، وغَسَلَتْ كُلَّ قَذِرٍ فيها ، وَتَتَلَقَّاهُمْ على كلِّ بَابٍ مِنْ أبوابِ الجَنَّةِ ملائكةٌ : { سلام عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فادخلوها خالدين } ، ثم تتلقَّاهم الوِلْدَانُ يُطِيفُونَ بهم كما يُطِيفُ وِلْدَانُ الدُّنْيا بالحَمِيمِ ، يجيءُ من الغَيْبَةِ يقولونَ : أَبْشِرْ ، أَعَدَّ اللَّهُ لَكَ كَذَا وَكَذَا ، وأَعَدَّ اللَّهُ لَكَ كَذَا ، ثم يَذْهَبُ الغُلاَمُ مِنْهُمْ إلى الزَّوْجَةِ مِنْ أزْوَاجِهِ ، فيقولُ : قَدْ جَاءَ فُلاَنٌ باسمه الَّذِي كَانَ يَدَّعِي به في الدنيا ، فَتَقُولُ لَهُ : أَنْتَ رَأَيْتَهُ فَيَسْتَخِفُّها الفَرَحُ حتى تَقُومَ على أُسْكُفَّةِ بَابِها ، ثم ترجِعُ ، فيجيءُ ، فَيَنْظُرُ إلى تَأْسِيسِ بنيانِهِ من جَنْدَلِ اللؤلؤ أخضَرَ وأصْفَر وأحْمَر ؛ مِنْ كُلِّ لَوْنٍ ثم يجلسُ فينظُرُ ؛ فإذا زَرَابِيُّ مبثُوثَةٌ ، وأكوابٌ موضوعَةٌ ، ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ فَلَوْلاَ أَنَّ اللَّهَ قَدَّرَ ذَلِكَ ، لأَذْهَبَ بَصَرَهُ إنَّما هُوَ مِثْلُ البَرْقِ ؛ ثم يقول : الحمدُ لِلَّهِ الذِي هَدَانَا لِهذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلاَ أَنْ هَدَانَا اللَّهُ ، انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.