فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَقَالُواْ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي صَدَقَنَا وَعۡدَهُۥ وَأَوۡرَثَنَا ٱلۡأَرۡضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ ٱلۡجَنَّةِ حَيۡثُ نَشَآءُۖ فَنِعۡمَ أَجۡرُ ٱلۡعَٰمِلِينَ} (74)

فعند ذلك قال أهل الجنة : { الحمد للَّهِ الذي صَدَقَنَا وَعْدَهُ } بالبعث والثواب بالجنة { وَأَوْرَثَنَا الأرض } أي أرض الجنة كأنها صارت من غيرهم إليهم ، فملكوها ، وتصرفوا فيها . وقيل : إنهم ورثوا الأرض التي كانت لأهل النار لو كانوا مؤمنين . قاله أكثر المفسرين . وقيل : إنها أرض الدنيا ، وفي الكلام تقديم ، وتأخير { نَتَبَوَّأُ مِنَ الجنة حَيْثُ نَشَاء } أي نتخذ فيها من المنازل ما نشاء حيث نشاء { فَنِعْمَ أَجْرُ العاملين } المخصوص بالمدح محذوف ، أي فنعم أجر العاملين الجنة ، وهذا من تمام قول أهل الجنة . وقيل : هو من قول الله سبحانه .