تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَقَالُواْ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي صَدَقَنَا وَعۡدَهُۥ وَأَوۡرَثَنَا ٱلۡأَرۡضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ ٱلۡجَنَّةِ حَيۡثُ نَشَآءُۖ فَنِعۡمَ أَجۡرُ ٱلۡعَٰمِلِينَ} (74)

الآية 74 وقوله تعالى : { وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ } لا{[18123]} شك أن الله عز وجل إذا وعد صدق وعده لكن معنى قولهم : { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ } الحمد لله الذي جعلنا مستحقين وعده ، إذ وعده ، لا شك ، أنه يصدق ، ولا قوة إلا بالله .

وقوله تعالى : { وأورثنا الأرض } قيل : أنزلنا الأرض ، أي الجنة .

وقوله عز وجل : { نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ } يحتمل قوله { حيث نشاء ] نرغب فيها ، وهم لا يرغبون النزول في منازل غيرهم . [ ويحتمل ]{[18124]} أن يكون قوله : { نتبوّأ من الجنة حيث نشاء } أي جميع أمكنة{[18125]} الجنة مختار ، ليس مما نتخيّر في الدنيا مكانا دون مكان ، لأن جميع أمكنتها ، ليست بمختارة ، فيقع فيها الاختيار .

فأما الجنة فجميع أمكنتها مختارة ، فلا يقع هنالك اختيار مكان على مكان ، والله أعلم .

وإلا ظاهر قوله تعالى : { نتبوّأ من الجنة حيث نشاء } ما [ لنا وما لغيرنا ]{[18126]} والوجه فيه ما ذكرنا ، والله أعلم .

وقوله عز وجل : { فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ } ظاهر .


[18123]:أدرج قبلها في الأصل وم: و.
[18124]:في الأصل وم: أو.
[18125]:في الأصل وم: مكان.
[18126]:في الأصل وم: لهم وما لغيرهم.