تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ٱلۡغَرُورُ} (5)

الغرور : بفتح الغين : الشيطان ، وقد فسره في الآية التي بعدها .

السعير : نار جهنم .

ثم ذكر الأصل الثالث وهو البعثُ والنشور ، وأنه حق لا شك فيه . . . فلا تغرَّنكم الحياة الدنيا ، فيذهلكم التمتعُ بها وبزخرفها عن طلب الآخرة .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ٱلۡغَرُورُ} (5)

قوله تعالى : " يا أيها الناس إن وعد الله حق " هذا وعظ للمكذبين للرسول بعد إيضاح الدليل على صحة قوله : إن البعث والثواب والعقاب حق . " فلا تغرنكم الحياة الدنيا " قال سعيد بن جبير : غرور الحياة الدنيا أن يشتغل الإنسان بنعيمها ولذاتها عن عمل الآخرة ، حتى يقول : يا ليتني قدمت لحياتي . " ولا يغرنكم بالله الغرور " قال ابن السكيت وأبو حاتم : " الغرور " الشيطان . وغرور جمع غر ، وغر مصدر . ويكون " الغرور " مصدرا وهو بعيد عند غير أبي إسحاق ؛ لأن " غررته " متعد ، والمصدر المتعدي إنما هو على فعل ، نحو : ضربته ضربا ، إلا في أشياء يسيرة لا يقاس عليها . قالوا : لزمته لزوما ، ونهكه المرض نهوكا . فأما معنى الحرف فأحسن ما قيل فيه ما قاله سعيد بن جبير . قال : الغرور بالله أن يكون الإنسان يعمل بالمعاصي ثم يتمنى على الله المغفرة . وقراءة العامة " الغرور " ( بفتح الغين ) وهو الشيطان ، أي لا يغرنكم بوساوسه في أنه يتجاوز عنكم لفضلكم . وقرأ أبو حيوة وأبو المال العدوي ومحمد بن المقع " الغرور " ( برفع الغين ) وهو الباطل ، أي لا يغرنكم الباطل . وقال ابن السكيت : والغرور ( بالضم ) ما اغتر به من متاع الدنيا . قال الزجاج : ويجوز أن يكون الغرور جمع غار ، مثل قاعد وقعود . النحاس : أو جمع غر ، أو يشبه بقولهم : نهكه المرض نهوكا ولزمه لزوما . الزمخشري : أو مصدر " غره " كاللزوم والنهوك .