تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَٱذۡكُرۡنَ مَا يُتۡلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ وَٱلۡحِكۡمَةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا} (34)

آيات الله : القرآن الكريم .

والحكمة : ما ينطق به الرسول من السنة والحديث .

ثم أمرهن بتعلُّم القرآن وتعليمه لغيرِهن ، وأن يستوعبن ما يقول الرسولُ الكريم من الحكمة المبثوثة في سُنَّته ، لأن الناس سيهرَعون إليهن ليأَخذوا منهنَّ ما سمعنَه منه .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَٱذۡكُرۡنَ مَا يُتۡلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ وَٱلۡحِكۡمَةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا} (34)

ولما أمرهن بالعمل ، الذي هو فعل وترك ، أمرهن بالعلم ، وبين لهن طريقه ، فقال : { وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ } والمراد بآيات اللّه ، القرآن . والحكمة ، أسراره . وسنة رسوله . وأمرهن بذكره ، يشمل ذكر لفظه ، بتلاوته ، وذكر معناه ، بتدبره والتفكر فيه ، واستخراج أحكامه وحكمه ، وذكر العمل به وتأويله . { إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا } يدرك أسرار{[706]}  الأمور ، وخفايا الصدور ، وخبايا السماوات والأرض ، والأعمال التي تبين وتسر .

فلطفه وخبرته ، يقتضي حثهن على الإخلاص وإسرار الأعمال ، ومجازاة اللّه على تلك الأعمال .

ومن معاني { اللطيف } الذي يسوق عبده إلى الخير ، ويعصمه من الشر ، بطرق خفية لا يشعر بها ، ويسوق إليه من الرزق ، ما لا يدريه ، ويريه من الأسباب ، التي تكرهها النفوس ما يكون ذلك طريقا [ له ]{[707]}  إلى أعلى الدرجات ، وأرفع المنازل .


[706]:- في ب: سرائر.
[707]:- زيادة من: ب.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَٱذۡكُرۡنَ مَا يُتۡلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ وَٱلۡحِكۡمَةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا} (34)

قوله : { وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ } ذلك تذكير من الله لنساء النبي صلى الله عليه وسلم بأن بيوتهن مهابط للوحي حيث تتلى فيها آيات الله وهي القرآن . وكذلك الحكمة وهي هنا السنة . وهذان جماع العلم والتقوى . بل هما جماع الحق والصدق والصلاح كله . وهما مبعث الفضيلة والاستقامة والرشاد ، وموئل الرحمة والنجاة والسلامة من كل كرب وأذى . ومنهما ينبثق الإسلام ليفيض بندواته على البشرية فتعيش في أمن وسعادة ومرحمة .

قوله : { إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا } الله لطيف بكُنَّ ؛ إذ علم ما ينفعكن ويصلحكن فنجعلكن في بيت النبوة حيث الطهر والفضيلة والنور . وهو كذلك خبير إذ اختاركن لرسوله أزواجا{[3742]}


[3742]:الكشاف ج 3 ص 260 وتفسير ابن كثير ج 3 ص 482 وتفسير القرطبي ج 14 ص 178-182 وتفسير الرازي ج 25 ص 210 وأحكام القرآن لابن العربي ج 3 ص 1523