فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَٱذۡكُرۡنَ مَا يُتۡلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ وَٱلۡحِكۡمَةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا} (34)

{ وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللهِ وَالْحِكْمَةِ } أي اذكرن موضع النعمة إذ صيركن الله في بيوت تتلى فيها آيات الله والحكمة ، أو اذكرنها وتفكرن فيها لتتعظن بمواعظ الله ، أو اذكرنها للناس ليتعظوا بها ويهتدوا بهداها ، أو اذكرنها بالتلاوة لها لتحفظنها ولا تتركن الاستكثار من التلاوة ، قال القرطبي : قال أهل التأويل ؛ آيات الله هي القرآن ، والحكمة السنة ، وقال مقاتل المراد بالآيات والحكمة أمره ونهيه في القرآن .

وقيل : إن القرآن جامع بين كونه آيات بينات دالة على التوحيد ، وصدق النبوة ، وبين كونه حكمة مشتملة على فنون من العلوم والشرائع . وقال قتادة في الآية القرآن والسنة يمنن بذلك عليهن .

وأخرج ابن سعد عن أبي أمامة بن سهل في الآية قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في بيوت أزواجه النوافل بالليل والنهار .

{ إِنَّ اللهَ كَانَ لَطِيفًا } بأوليائه { خَبِيرًا } بجميع خلقه وجميع ما يصد ر منهم من خير وشر وطاعة ومعصية فهو يجازي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته .