وقوله تعالى : { واذكرن } [ الأحزاب : 34 ] يُعْطِي أنْ أهْل البيتِ نساؤه ، وعلى قول الجمهور : هي ابتداء مخاطبةِ والحكمةُ السّنّةُ ، فقولُه : { واذكرن } يحتمل مَقْصِدَيْنِ : كِلاهما مَوْعِظَة أحدُهمَا : أن يريدَ تَذَكَّرْنه ، وأقَدِّرْنَه قَدْرَه ، وفَكِّرْنَ فِي أنّ مَنْ هذِهِ حَالُه يَنْبَغِي أن تَحْسُنَ أَفْعَالُه . والثاني : أن يُرِيْدَ : { أُذْكُرْنَ } بمعنى : احْفَظْنَ واقْرَأْنَ وَأَلْزِمْنَهُ أَلسنتَكنَّ .
( ت ) : ويحتمل أن يُرَادَ ب{ اذكرن } إفشاؤه ونشرُه للناس ، واللّه أعلم . وهذا هو الذي فهمُه ابنُ العربيِّ من الآية ، فإنَّه قال : أمر اللّه أزواجَ رسولهِ أن يُخْبرن بما ينزل من القرآن في بيوتهن وبما يَرَيْنَ من أفعالِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم وأقواله ، حتى يبلغَ ذلك إلى الناسِ ، فيعملوا بما فيه ويَقْتَدُوا به ، انتهى . وهوَ حسن وهو ظاهر الآية وقد تقدم له نحو هذا في قوله تعالى : { وَإِنِ امرأة خافت مِن بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً } [ النساء : 128 ] ذكره في «أحكام القرآن » .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.