فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَٱذۡكُرۡنَ مَا يُتۡلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنۡ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ وَٱلۡحِكۡمَةِۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا} (34)

قوله : { واذكرن مَا يتلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ ءايات الله والحكمة } أي اذكرن موضع النعمة إذ صيركنّ الله في بيوت يتلى فيها آيات الله والحكمة ، اذكرنها وتفكرن فيها لتتعظن بمواعظ الله ، أو اذكرنها للناس ليتعظوا بها ويهتدوا بهداها ، أو اذكرنها بالتلاوة لها لتحفظنها ولا تتركن الاستكثار من التلاوة . قال القرطبي : قال أهل التأويل : آيات الله هي : القرآن ، والحكمة : السنة . وقال مقاتل : المراد بالآيات والحكمة : أمره ونهيه في القرآن . وقيل : إن القرآن جامع بين كونه آيات بينات دالة على التوحيد وصدق النبوة ، وبين كونه حكمة مشتملة على فنون من العلوم والشرائع { إِنَّ الله كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً } أي لطيفاً بأوليائه خبيراً بجميع خلقه ، وجميع ما يصدر منهم من خير وشرّ وطاعة ومعصية ، فهو يجازي المحسن بإحسانه ، والمسيء بإساءته .

/خ34