تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَدَاعِيًا إِلَى ٱللَّهِ بِإِذۡنِهِۦ وَسِرَاجٗا مُّنِيرٗا} (46)

وداعياً إلى الله بإذنه لنشْرِ الدين ، ومصباحاً مضيئا يهدي بنوره الحائرين ويقتبس من نوره المهتدون .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَدَاعِيًا إِلَى ٱللَّهِ بِإِذۡنِهِۦ وَسِرَاجٗا مُّنِيرٗا} (46)

الرابع : كونه { دَاعِيًا إِلَى اللَّهِ } أي : أرسله اللّه ، يدعو الخلق إلى ربهم ، ويسوقهم{[708]}  لكرامته ، ويأمرهم بعبادته ، التي خلقوا لها ، وذلك يستلزم استقامته ، على ما يدعو إليه ، وذكر تفاصيل ما يدعو إليه ، بتعريفهم لربهم بصفاته المقدسة ، وتنزيهه عما لا يليق بجلاله ، وذكر أنواع العبودية ، والدعوة إلى اللّه بأقرب طريق موصل إليه ، وإعطاء كل ذي حق حقه ، وإخلاص الدعوة إلى اللّه ، لا إلى نفسه وتعظيمها ، كما قد يعرض ذلك لكثير من النفوس في هذا المقام ، وذلك كله بِإِذْنِ الله تعالى له في الدعوة وأمره وإرادته وقدره .

الخامس : كونه { سِرَاجًا مُنِيرًا } وذلك يقتضي أن الخلق في ظلمة عظيمة ، لا نور ، يهتدى به في ظلماتها ، ولا علم ، يستدل به في جهالاتها{[709]}  حتى جاء اللّه بهذا النبي الكريم ، فأضاء اللّه به تلك الظلمات ، وعلم به من الجهالات ، وهدى به ضُلَّالًا إلى الصراط المستقيم .

فأصبح أهل الاستقامة ، قد وضح لهم الطريق ، فمشوا خلف هذا الإمام وعرفوا به الخير والشر ، وأهل السعادة من أهل الشقاوة ، واستناروا به ، لمعرفة معبودهم ، وعرفوه بأوصافه الحميدة ، وأفعاله السديدة ، وأحكامه الرشيدة .


[708]:- في ب: يشوقهم.
[709]:- كذا في ب، وفي أ: جهاتها.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَدَاعِيًا إِلَى ٱللَّهِ بِإِذۡنِهِۦ وَسِرَاجٗا مُّنِيرٗا} (46)

{ وداعياً } أي للفريقين { إلى الله } أي إلى ما يرضي الذي لا أعظم منه بالقول والفعل ، {[55768]}وأعرى الدعاء عن المبالغة لأنه شامل للبشارة والنذارة والإخبار بالقصص والأمثال ونصب الأحكام والحدود ، والمأمور به في كل ذلك الإبلاغ بقدر الحاجة بمبالغة أو غيرها{[55769]} فمن لم ترده عن غيه النذارة ، وتقبل به إلى رشده{[55770]} البشارة ، حمل على ذلك بالسيف .

ولما كان ذلك في غاية الصعوبة ، لا يقوم به أحد إلا بمعونة من الله عظيمة ، أشار إلى ذلك بقوله : { بإذنه } أي بتمكينه لك من الدعاء بتيسير أسبابه ، وتحمل أعبائه ، وللمدعو من الإقبال والإتباع إن أراد له الخير .

ولما كان الداعي إلى الله يلزمه النور لظهور الأدلة قال : { وسراجاً } يمد البصائر فيجلي ظلمات الجهل بالعلم المبصر لمواقع الزلل كما يمد النور الحسي نور الأبصار . ولما كان المقام مرشداً إلى إنارته ، وكان من السرج ما لا يضيء ، و{[55771]} كان للتصريح والتأكيد شأن عظيم قال : { منيراً * } أي ينير على من أتبعه ليسير في أعظم ضياء ، ومن تخلف عنه كان في أشد ظلام ، {[55772]}فعرف من التقييد بالنور أنه محط الشبه ، وعبر به دون الشمس{[55773]} لأنه يقتبس منه ولا ينقص مع أنه من أسماء الشمس{[55774]} .


[55768]:وقع ما بين الرقمين في ظ بعد "إقبال المدعو".
[55769]:وقع ما بين الرقمين في ظ بعد "إقبال المدعو".
[55770]:من ظ ومد، وفي الأصل: الرشد.
[55771]:زيد من ظ ومد.
[55772]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[55773]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[55774]:زيد من ظ ومد.