الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَدَاعِيًا إِلَى ٱللَّهِ بِإِذۡنِهِۦ وَسِرَاجٗا مُّنِيرٗا} (46)

قوله : { بِإِذْنِهِ } : حالٌ أي : مُلْتَبِساً بتسهيله ولا يريدُ حقيقةَ الإِذنِ لأنه مستفادٌ مِنْ " أَرْسلْناك " .

قوله : " وسِراجاً " يجوزُ أَنْ يكونَ عطفاً على ما تقدم : إمَّا على التشبيه وإمَّا على حَذْفِ مضافٍ أي : ذا سِراج . وجَوَّزَ الفراء أَنْ يكونَ الأصلُ : وتالياً سِراجاً . ويعني بالسِّراج القرآنَ . وعلى هذا فيكونُ مِنْ عطفِ الصفات وهي لذاتٍ واحدة : لأنَّ التاليَ هو المُرْسَل . وجَوَّزَ الزمخشريُّ أَنْ يُعْطَفَ على مفعول " أَرْسَلْنَاك " وفيه نظرٌ ؛ لأنَّ السِّراجَ هو القرآنُ ، ولا يُوْصَفُ بالإِرسال بل الإِنزال ، إلاَّ أنْ يُقالَ : إنه حُمِلَ على المعنى ، كقوله :

عَلَفْتُها تِبْناً وماءً بارداً *** . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وأيضاً فيُغْتَفر في الثواني ما لا يُغْتفر في الأوائل .