فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَدَاعِيًا إِلَى ٱللَّهِ بِإِذۡنِهِۦ وَسِرَاجٗا مُّنِيرٗا} (46)

{ وَدَاعِيًا إِلَى اللهِ } يدعو عباد الله إلى التوحيد والإيمان بما جاء به والعمل بما شرعه لهم . ومعنى { بِإِذْنِهِ } بأمره بذلك وتقديره .

وقيل : بتيسيره قاله الكرخي وغيره . { وَسِرَاجًا مُّنِيرًا } يستضاء به في ظلم الضلالة كما يستضاء بالمصباح في الظلمة . قال الزجاج : ( وسراجا ) أي ذا سراج منير أي كتاب نير ، وهو القرآن ، وإنما شبه الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالسراج دون الشمس مع أنها أتم لأن المراد بالسراج هنا الشمس ؛ كما قال تعالى : وجعل الشمس سراجا ، أو شبه بالسراج لأنه تفرع منه بهدايته جميع العلماء ؛ كما يتفرع من السراج سرج لا تحصى بخلاف الشمس .