غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{وَدَاعِيًا إِلَى ٱللَّهِ بِإِذۡنِهِۦ وَسِرَاجٗا مُّنِيرٗا} (46)

41

وإنما قال { وداعياً إلى الله بإذنه } لأن الشهادة للمرء لا تفتقر إلى إذنه وكذلك الإنذار والتبشير إذا قال من يطع الملك أفلح ومن عصاه لم يربح . أما إذا قال : تعالوا إلى سماطه واحضروا على خوانه احتاج إلى رضاه . ويمكن أن يكون قوله { بإذنه } متعلقاً بمجموع الأحوال أي بتسهيله أو تيسيره . ووصف النبي عليه السلام بالسراج بأن ظلمات الضلال تنجلي به كما ينجلي ظلام الليل بالسراج ، وقد أمدّ الله بنور نبوته نور البصائر كما يمدّ بنور السراج نور الأبصار . وإنما لم يشبه بالشمس لأن الشمس لا يؤخذ منه شيء ويؤخذ من السراج سرج كثيرة وهم الصحابة والتابعون في المثال ولهذا قال " أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم " وصفهم بالنجم لأن النجم لا يؤخذ منه شيء ، والتابعي لا يأخذ من الصحابي في الحقيقة وإنما يأخذ من النبيّ . ووصف السراج بالإنارة لأن السراج قد يكون فاتراً ومنه قولهم " ثلاثة تضني : رسول بطيء ، وسراج لا يضيء ، ومائدة ينتظرها من يجيء " . ويجوز أن يكون سراجاً معطوفاً على الكاف ويراد به القرآن ، ويجوز أن يكون المعنى وذا سراج أو تالياً سراجاً .

/خ73