تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لِّأَزۡوَٰجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ يُدۡنِينَ عَلَيۡهِنَّ مِن جَلَٰبِيبِهِنَّۚ ذَٰلِكَ أَدۡنَىٰٓ أَن يُعۡرَفۡنَ فَلَا يُؤۡذَيۡنَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا} (59)

الجلباب : ثوب واسع أوسع من الخمار دون الرداء تغطي به المرأة رأسها وصدرها . وقيل هو الملحفة .

يُدنين : يُسدلِن .

أدنى أن يُعرفن : أقرب أن يميَّزن من الإماء والفتيات .

لم يكن في منازل المدينة مراحيض ، فكان النساء يخرجن ليلا لقضاء الحاجة في البساتين وبين النخيل ، وكان الإماء والحرائر يخرجن في زِيّ واحد ، وكان فسّاق المدينة من المنافقين وغيرهم يتعرضون للإماء ، وربما تعرضوا للحرائر ، فأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأمر نساءه وبناته ونساء المؤمنين عامة إذا خرجن لحاجتهن أن يتسترن بلبس الجلابيب ويسترن أجسامهن ما عدا الوجه والكفين ، { ذلك أدنى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ } . فعلى المسلمة إذا خرجت من بيتها لحاجة أن تسدل عليها ملابسها ولا تبدي شيئاً من مواضع الفتنة .

{ وَكَانَ الله غَفُوراً رَّحِيماً } لما سلف في أيام الجاهلية .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لِّأَزۡوَٰجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ يُدۡنِينَ عَلَيۡهِنَّ مِن جَلَٰبِيبِهِنَّۚ ذَٰلِكَ أَدۡنَىٰٓ أَن يُعۡرَفۡنَ فَلَا يُؤۡذَيۡنَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا} (59)

{ يا أيها النبي قل لأزواجك } الآية كان قوم من الزناة يتبعون النساء إذا خرجن ليلا ولم يكونوا يطلبون إلا الإماء ولم يكن يومئذ تعرف الحرة من الأمة لأن زيهن كان واحدا إنما يخرجن في درع وخمار فنهى الله سبحانه الحرائر أن يتشبهن بالإماء وأنزل قوله تعالى { يدنين عليهن من جلابيبهن } أي يرخين أرديتهن وملاحفهن ليعلم أنهن حرائر فلا يتعرض لهن وهو قوله { ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا } لما سلف من ترك الستر { رحيما } بهن إذ يسترهن

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لِّأَزۡوَٰجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ يُدۡنِينَ عَلَيۡهِنَّ مِن جَلَٰبِيبِهِنَّۚ ذَٰلِكَ أَدۡنَىٰٓ أَن يُعۡرَفۡنَ فَلَا يُؤۡذَيۡنَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا} (59)

{ يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن } كان نساء العرب يكشفن وجوههن كما تفعل الإماء ، وكان ذلك داعيا إلى نظر الرجال لهن فأمرهن الله بإدناء الجلابيب ليسترن بذلك وجوههن ويفهم الفرق بين الحرائر والإماء ، والجلابيب جمع جلباب ، وهو ثوب أكبر من الخمار ، وقيل : هو الرداء وصورة إدنائه عند ابن عباس أن تلويه على وجهها حتى لا يظهر منها إلا عين واحدة تبصر بها ، وقيل : أن تلويه حتى لا يظهر إلا عيناها ، وقيل : أن تغطي نصف وجهها .

{ ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين } أي : ذلك أقرب إلى أن يعرف الحرائر من الإماء فإذا عرف أن المرأة حرة لم تعارض بما تعارض به الأمة ، وليس المعنى ، أن تعرف المرأة حتى يعلم من هي ، إنما المراد أن يفرق بينها وبين الأمة ، لأنه كان بالمدينة إماء يعرفن بالسوء ، وربما تعرض لهن السفهاء .