{ يدنين } يقربن ويرخين ويسدلن .
{ جلابيبهن } أثوابهن التي تستر من فوق إلى أسفل ، ومقانعهن .
{ يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما 59 لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا 60 ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا 61 سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة تبديلا 62 }
عهد من الله تعالى إلى نبيه أن يبلغ شرع ربنا الحكيم ، في شأن تستر أمهات المؤمنين ، وآل بيت الرسول الكريم ، وسائر المسلمات الحرائر ، فعلى هؤلاء أوجب المولى- تبارك اسمه- أن يقربن على وجوههن ، ويرخين ويسدلن على أعناقهن خمرهن وأغطيتهن ، ويتلفعن بما يستر سائر أجسادهن ، فإن التستر أقرب إلى تعريف من يبصرهن أنهن حرائر عفيفات ، فلا يطمع في النيل منهن ، ولا يدركهن أذى من قول أو فعل ، ومولانا كان وما يزال كثير المغفرة لمن استغفر ، واستقام على الرشد وتطهر ، واسع الرحمة أن يعذب من تاب بعد إنابته ، [ . . أراد أن يدفع عن أهل بيت نبيه وعن أمته المثالب التي هي مظان لصوق العار فقال : { يا أيها النبي قل لأزواجك{[3674]} وبناتك{[3675]} ونساء المؤمنين يدنين عليهن } يرخين عليهن ، يقال للمرأة إذا زل ثوبها عن وجهها : أدني ثوبك على وجهك ، ومعنى التبعيض في { من جلابيبهن } أن يكون للمرأة جلابيب فتقتصر على واحد منها ، أو أريد طرف من الجلباب الذي لها ، وكانت النساء في أول الإسلام على عادتهن في الجاهلية متبذلات ، يبرزن في درع وخمار من غير فصل بين الحرة والأمة ، فأمرن بلبس الأردية والملاحف ، وبستر الرأس والوجوه{ ذلك } الإدناء{ أدنى } وأقرب إلى { أن يعرفن } أنهن حرائر ، أو أنهن لسن بزانيات ، فإن التي سترت وجهها أولى بأن تستر عورتها{ فلا يؤذين } لا هن ولا رجالهن وأقاربهن ، لأن أكثر الإيداء والطعن إنما يتفق من جهة نساء العشيرة إذا كن مرئيات فضلا عن كونهن مزينات ، { وكان الله غفورا } لما قد سلف { رحيما } حين أرشدكم إلى هذا الأدب الجميل ]{[3676]} . أخرج عبد الرزاق وجماعة عن أم سلمة قالت : لما نزلت هذه الآية : { يدنين عليهن من جلابيبهن } خرج نساء الأنصار كأن على رؤوسهن الغربان من السكينة ، وعليهن أكسية سود يلبسنها ، وأخرج ابن مردويه عن عائشة قالت : رحم الله تعالى نساء الأنصار ، لما نزلت : { يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك } الآية ، شققن مروطهن فاعتجرن بها ، فصلين خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما على رؤوسهن الغربان .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.