قوله تعالى : " وإبراهيم " قال الكسائي : " وإبراهيم " منصوب ب " أنجينا " يعني أنه معطوف على الهاء ، وأجاز الكسائي أن يكون معطوفا على نوح والمعنى وأرسلنا إبراهيم وقول ثالث : أن يكون منصوبا بمعنى واذكر إبراهيم . " اعبدوا الله " أي أفردوه بالعبادة " واتقوه " أي اتقوا عقابه وعذابه " ذلكم خير لكم " أي من عبادة الأوثان " إن كنتم تعلمون " .
ولما كان بلاء إبراهيم عليه الصلاة والسلام عظيماً في قذفه في النار وإخراجه من بلاده ، أتبعه به فقال : { وإبراهيم } أي ولقد أرسلنا إبراهيم ، ويجوز أن يكون التقدير : واذكر إبراهيم أباك الأعظم لتتأسى به وتتسلى ويتعظ قومك بقصته ، لكن قوله { وإلى مدين } يرجح الأول ، ودل على مبادرته للامتثال بقوله : { إذ } أي حين ، وهو بدل اشتمال على التقدير الثاني لاشتمال الأحيان على ما قبلها { قال لقومه } الذين هو منهم : { اعبدوا الله } أي الملك الأعظم بما يأمركم به من طاعته { واتقوه } أي خافوه في أن تشركوا به شيئاً فإنه يعذبكم { ذلكم } أي الأمر العظيم الذي هو إخلاصكم في عبادتكم له وتقواكم { خير لكم } أي من كل شيء { إن كنتم } أي بما لكم من الغرائز الصالحة { تعلمون* } أي إن كنتم في عداد من يتجدد له علم فأنتم تقولون : إنه خير ، أي تعتقدون ذلك فتعملون به ، وإن لم تعملوا ذلك فأنتم في عداد الحيوانات العجم ، بل أضل ، فإنها تهتدي لما ينفعها فتقبل عليه ، وتسعى بجهدها إليه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.