اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَإِبۡرَٰهِيمَ إِذۡ قَالَ لِقَوۡمِهِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱتَّقُوهُۖ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ} (16)

قوله تعالى : «وَإِبْرَاهِيمَ » أي «وأرْسَلْنَا إبْرَاهِيم »{[41166]} ، والعامة على نصبه{[41167]} عطفاً على «نوحاً »{[41168]} ، أو بإضمار «اذكر »{[41169]} ، أو عطفاً على «هاء »{[41170]} «أنجيناه » ، والنخعي{[41171]} ، وأبو جعفر{[41172]} ، وأبو حنيفة{[41173]} : «وإبْرِاهيمُ » رفعاً على الابتداء ، والخبر مقدر أي ومن المرسلين إبراهيم{[41174]} ، وقوله : «إذْ قَالَ » بدل من «إبْرَاهِيمَ » بدل اشتمال{[41175]} ، فإن قلنا : هو ظرف «أرْسَلْنَا » أي أرسلنا إبراهيم إذ قال لقومه ، ففيه إشكال ، لأن قوله لقومه «اعبدوا الله » دعوة ، والإرسال يكون قبل الدعوة ، فكيف يفهم من قوله : وأرْسَلْنَا إبراهيم حِينَ قال لقومه مع أنه يكون مرسلاً قبل ذلك ؟ .

فالجواب : هذا كقول القائل : «وَقَفْتُ للأَمِير إذْ خَرَجَ مِنَ الدَّارِ » ، وقد يكون الوقوف قبل الخروج لكن لما كان الوقوف يمتد إلى ذلك الوقت صح ذلك .

فصل :

معنى { اعبدوا الله واتّقوه } أطيعوا الله وخافوه ، وقيل : «اعبدوا الله » إشارة إلى الإتيان بالواجبات «واتّقوه » إشارة إلى الامتناع عن المحرمات ، { ذلكم خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } أي عباد الله وتقواه خير ، لأن خلاف عبادة الله تعطيل{[41176]} ، وخلاف تقواه شرك ، وكلاهما شر ،


[41166]:ذكره الزجاج في إعرابه 4/164 وإعراب النحاس 252 جـ 3 وانظر: البيان لابن الأنباري 2/241 والمشكل 2/168، والتبيان للعكبري 2/1030.
[41167]:أي: نصب إبراهيم، انظر: المراجع السابقة.
[41168]:المراجع السابقة.
[41169]:المراجع السابقة.
[41170]:المراجع السابقة.
[41171]:تقدم.
[41172]:تقدم.
[41173]:تقدم.
[41174]:انظر: البحر المحيط 7/145، ومختصر ابن خالويه 115، والكشاف 3/201، وهي من الشواذ رواية ولكنها قوية في العربية.
[41175]:المراجع السابقة، وانظر: الدر المصون 4/298 وقد قال في الكشاف 3/301 "لأن الأحيان تشتمل على ما فيها".
[41176]:في "ب" تعليل وهو خطأ وتحريف.