الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَإِبۡرَٰهِيمَ إِذۡ قَالَ لِقَوۡمِهِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱتَّقُوهُۖ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ} (16)

ثم قال تعالى : { وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله } .

قال الكسائي{[54420]} : " وإبراهيم " عطف على الهاء في " أنجيناه " وهي : نوح أي : أنجينا نوحا وإبراهيم{[54421]} .

وقيل : المعنى : وأرسلنا إبراهيم{[54422]} .

وقيل : المعنى : واذكر إبراهيم{[54423]} .

{ إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه } أي : اتقوا سخطه بأداء فرائضه واجتناب معاصيه .

{ ذلكم خير لكم } أي ، هذا الفعل خير لكم من غيره { إن كنتم تعلمون } ما هو خير لكم مما هو شر لكم .


[54420]:هو أبو الحسن الكسائي علي ابن حمزة الأسدي الكوفي المقرئ: أخذ القراءة عرضا عن حمزة الزيات، وأخذ عنه عرضا: حفص بن عمرو وأحمد بن جبير، كما أخذ عنه الفراء وأبو عبيد القاسم بن سلام. توفي سنة 189 هـ. انظر: تاريخ بغداد 11/403، ونزهة الألباء 67، (22) وغاية النهاية 1/530، (6290).
[54421]:انظر: إعراب القرآن للنحاس 3/252، ومشكل إعراب القرآن المكي 2/551، والبيان لابن الأنباري 2/242، والتبيان للعكبري 2،1030، والجامع للقرطبي 13/335.
[54422]:معنى ذلك أن إبراهيم منصوب على العطف على نوح في قوله: {ولقد أرسلنا نوحا}، أي: وأرسلنا إبراهيم. انظر: إعراب القرآن للنحاس 3/252، ومشكل إعراب القرآن لمكي 2/552
[54423]:معنى ذلك أن "إبراهيم" منصوب بإضمار فعل. أي: واذكر إبراهيم انظر: مشكل الإعراب لمكي 2/552 والجامع للقرطبي 13/335