تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَإِبۡرَٰهِيمَ إِذۡ قَالَ لِقَوۡمِهِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱتَّقُوهُۖ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ} (16)

الآية 16 وقوله تعالى : { وإبراهيم إذ قال لقومه } هو نسق على قوله : { ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه } [ العنكبوت : 14 ] [ أي ] ( {[15670]} ) : وأرسلنا إبراهيم أيضا إلى قومه ، أو أن يكون نسقا على قومه : { فأنجيناه وأصحاب السفينة } [ أي ] ( {[15671]} ) وأنجينا إبراهيم أيضا حين ألقي في النار( {[15672]} ) ، أو يقال : ذكر { وإبراهيم إذ قال لقومه اعبدوا الله واتقوه } يحتمل في حق الاعتقاد ، أي وحدوا الله .

وقوله تعالى : { واتقوه } الشرك . ويحتمل قوله : { اعبدوا الله } في حق المعاملة ، أي إليه اصرفوا العبادة { واتقوه } أي اتقوا عبادة من تعبدون من الأوثان ، فيكون قوله : { واتقوه } في موضع النهي ، أي { اعبدوا الله } ووحدوه ، ولا تعبدوا غيره ؛ يكون فيه نهي عن مخالفة ما تقدم من الأمر : افعلوا كذا ، واتقوا ما يضاده ، ويخالفه ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { ذلكم خير لكم } أي عبادة الله خير لكم .

وقوله تعالى : { إن كنتم تعلمون } يحتمل قوله : { إن كنتم تعلمون } : إن ذلك خير لكم .

وجائز ذكر إذ مكان إن في اللغة ، ويكون( {[15673]} ) قوله : { إن كنتم تعلمون } : إذ كنتم تعلمون [ أن ذلك خير لكم ] ( {[15674]} ) .


[15670]:ساقطة من الأصل وم.
[15671]:ساقطة من الأصل وم.
[15672]:إشارة إلى قوله تعالى: {ونجيناه ولوطا إلى الأرض}[الأنبياء: 71].
[15673]:في الأصل وم: أو يكون.
[15674]:أدرجت هذه العبارة في الأصل قبل: {إن كنتم تعلمون}..