قوله تعالى : { الذي جمع مالا وعدده }
أي أعده - زعم - لنوائب الدهر ، مثل كرم وأكرم . وقيل : أحصى عدده ، قاله السدي . وقال الضحاك : أي أعد مالا لمن يرثه من أولاده . وقيل : أي فاخر بعدده وكثرته . والمقصود الذم على إمساك المال عن سبيل الطاعة ، كما قال : { مناع للخير }{[16365]} [ ق : 25 ] ، وقال : { وجمع فأوعى }{[16366]} [ المعارج : 18 ] . وقراءة الجماعة " جمع " مخفف الميم ، وشددها ابن عامر وحمزة والكسائي على التكثير ، واختاره أبو عبيد ؛ لقوله : " وعدده " . وقرأ الحسن ونصر بن عاصم وأبو العالية " جمع " مخففا ، " وعدده " مخففا أيضا ، فأظهروا التضعيف ؛ لأن أصله عده وهو بعيد ؛ لأنه وقع في المصحف بدالين . وقد جاء مثله في الشعر ؛ لما أبرزوا التضعيف خففوه . قال :
مهلاً أمامةُ{[16367]} قد جرَّبْتِ من خُلُقِي *** إني أجُودُ لأقوامٍ وإن ضَنِنُوا
أراد : ضنوا وبخلوا ، فأظهر التضعيف ؛ لكن الشعر موضع ضرورة . قال المهدوي : من خفف " وعدده " فهو معطوف على المال ، أي وجمع عدده فلا يكون فعلا على إظهار التضعيف ؛ لأن ذلك لا يستعمل إلا في الشعر .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.