قوله : { الذى جَمَعَ } قرأ ابن عامر{[60825]} والأخوان : بتشديد الميم ، على المبالغة ، والتكثير .
والباقون : مخففاً ، وهي محتملة للتكثير وعدمه .
وقوله تعالى : { وَعَدَّدَهُ } ، العامة : على تثقيل الدَّال الأولى ، وهي أيضاً للمبالغة .
وقرأ الحسن والكلبي{[60826]} : بتخفيفها ، وفيه أوجه :
أحدها : أن المعنى جمع مالاً ، وعدد ذلك المال ، أي : وجمع عدده : أي : أحصاه .
والثاني : أن المعنى وجمع عدد نفسه من عشيرته ، وأقاربه وعدده ، وعلى هذين التأويلين اسم معطوف على «مالاً » ، أي : وجمع عدد المال ، وعدد نفسه .
والثالث : أن عدده فعل ماض بمعنى عده ، إلا أنه شذّ في إظهاره كما شذَّ في قوله : [ البسيط ]
5293- . . . *** إنِّي أجُودُ لأقوامٍ وإنْ ضَنِنُوا{[60827]}
أي : ضنوا وبخلوا ، فأظهر التضعيف .
و«الذي » بدل من كل ، أو نصب على الذم ، وإنما وصفه تعالى بهذا الوصف ؛ لأنه يجري مجرى المسبب والعلة في الهمز واللمز ، وهو إعجابه بما جمع من المال ، وظنه أن الفضل فيه لأجل ذلك فيستنقص غيره .
قال المفسرون : { جَمَعَ مالاً وعدَّدهُ } ، أي : أعده لنوائب الدهر ، مثل : كرم ، وأكرم .
وقيل : أحصى عدده . قاله السدي{[60828]} .
وقال الضحاكُ : أي : أعد ماله{[60829]} لمن يرثه من أولاده .
وقيل : تفاخر بعدده ، وكثرته ، والمقصود : الذم على إمساك المال على سبيل الطاعة ، كقوله : { مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ } [ ق : 25 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.