وقوله { الذي جمع مالا وعدده } بدل من كل ، أو في محل نصب على الذم ، وهذا أرجح ؛ لأن البدل يستلزم أن يكون المبدل منه في حكم الطرح أو تعليل لما قبله ، وإنما وصفه سبحانه بهذا الوصف لأنه يجري مجرى السبب والعلة في الهمز واللمز ، وهو إعجابه بما جمع من المال ، وظنه أنه الفضل ، فلأجل ذلك يتنقص غيره .
قرأ الجمهور ( جمع ) مخففا ، وقرئ مثقلا . قال الرازي : الفرق أن التشديد يفيد أنه جمعه من ههنا ومن ههنا ، ولم يجمعه في يوم واحد ، ولا في يومين ، ولا في شهر ، ولا في شهرين ، وإن التخفيف لا يفيد ذلك ، ونكر { مالا } للتعظيم ، أي مالا بلغ في الخبث والفساد أقصى النهايات ، فكيف يليق بالعاقل أن يفتخر به .
وقرأ الجمهور { وعدده } مشددا ، وقرئ بالتخفيف والتشديد في الكلمتين ، يدل على التكثير ، وهو جمع الشيء بعد الشيء ، وتعديده مرة بعد أخرى . قال الفراء : معنى ( عدده ) أحصاه ، فهو مأخوذ من العد . وقال الزجاج : وعدده لنوائب الدهور . يقال : أعددت الشيء وعددته إذا أمسكته . قال السدي : أحصى عدده . وقال الضحاك : أعد ماله لمن يرثه . وقيل : المعنى فاخر بكثرته وعدده .
والمقصود ذمه على جمع المال وإمساكه وعدم إنفاقه في سبل الخير . وقيل : المعنى على قراءة التخفيف في عدده أنه جمع عشيرته وأقاربه ، قال المهدوي : من خفف ( وعدده ) فهو معطوف على المال ، أي وجمع عدده .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.