الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ٱلَّذِي جَمَعَ مَالٗا وَعَدَّدَهُۥ} (2)

ثم قال تعالى : { الذي جمع مالا وعدده } .

أي : جمعه وأحصى عدده ولم( {[77455]} ) ينفقه في سبيل الله ولا أدى حق الله منه .

وقرأ الحسن : " وعدده " ، بالتخفيف( {[77456]} ) ، يريد : عده( {[77457]} ) ، ثم أظهر التضعيف ، وهو بعيد ، إنما يجوز في الشعر ، كما قال :

أني [ أجود ] ( {[77458]} ) لأقوم وإن [ ضننوا ] ( {[77459]} ) .

وقيل : إنما قرأ ذلك( {[77460]} ) على معنى : الذي جمع مالا ( وجمع ) ( {[77461]} ) عددهن [ أي ] ( {[77462]} ) : عشيرته( {[77463]} ) ، فيكون عطفا على المال( {[77464]} ) ، وذلك حسن( {[77465]} ) .


[77455]:كتب الناسخ في ث بين قوله "عدة" وقوله "ولم": أي: عشرته فيكون عطفا على المال وذلك حسن. ثم قال تعالى يحسب أن ماله أخلده أي يظن هذا الجامع للمال "ا.هـ. وهو كلام سيأتي في سياقه الصحيح".
[77456]:انظر: جامع البيان 30/293 والمختصر لابن خالويه 179 والمحرر 364.
[77457]:أ: عدده.
[77458]:ث، م: لا جود.
[77459]:م: ظنبنوا، أ: ظننوا. وهذا عجز من بيت لقعنب بن صاحب يقول فيه: مهلا أعاذل قد جربت من خلقي أني أجود لأقوام وإن، ضننوا. انظر: كتاب سيبويه: 1/29 والمقتضب: 1/142 واللسان: (ضنن).
[77460]:أ: كذلك.
[77461]:ساقط من أ.
[77462]:زيادة من أ، ث.
[77463]:ث: عشرته.
[77464]:هو قول المهدوي في تفسير القرطبي: 20/184.
[77465]:انظر: إعراب النحاس 5/288.