الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي  
{تُؤۡتِيٓ أُكُلَهَا كُلَّ حِينِۭ بِإِذۡنِ رَبِّهَاۗ وَيَضۡرِبُ ٱللَّهُ ٱلۡأَمۡثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ} (25)

الثانية : قوله تعالى : " تؤتي أكلها كل حين " لما كانت الأشجار تؤتي أكلها كل سنة مرة كان في ذلك بيان حكم الحين ، ولهذا قلنا : من حلف ألا يكلم فلانا حينا ، ولا يقول كذا حينا إن الحين سنة . وقد ورد الحين في موضع آخر يراد به أكثر من ذلك لقوله تعالى : " هل أتى على الإنسان حين من الدهر{[9506]} " [ الإنسان : 1 ] قيل في " التفسير " : أربعون عاما . وحكى عكرمة أن رجلا قال : إن فعلت كذا وكذا إلى حين فغلامه حر ، فأتى عمر بن عبد العزيز فسأله ، فسألني عنها فقلت : إن من الحين حينا لا يدرك ، قوله : " وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين{[9507]} " [ الأنبياء : 111 ] فأرى أن تمسك ما بين صرام{[9508]} النخلة إلى حملها ، فكأنه أعجبه ، وهو قول أبي حنيفة في الحين أنه ستة أشهر اتباعا لعكرمة وغيره . وقد مضى ما للعلماء في الحين في " البقرة{[9509]} " مستوفى والحمد لله . " ويضرب الله الأمثال " أي الأشباه " للناس لعلهم يتذكرون " ويعتبرون ، وقد تقدم .


[9506]:راجع ج 19 ص 119.
[9507]:راجع ج 11 ص 350.
[9508]:صرام النخلة: حين يقطع ثمرها.
[9509]:راجع ج 1 ص 321 فما بعد.