ثم وصفها سبحانه بأنها { تُؤْتِى أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ } كل وقت { بِإِذْنِ رَبّهَا } بإرادته ومشيئته ، قيل : وهي النخلة . وقيل غيرها . وقيل : والمراد بكونها { تؤتي أكلها كل حين } أي : كل ساعة من الساعات من ليل أو نهار في جميع الأوقات من غير فرق بين شتاء وصيف . وقيل : المراد في أوقات مختلفة من غير تعيين ؛ وقيل : كل غدوة وعشية ، وقيل : كل شهر . وقيل : كل ستة أشهر . قال النحاس : وهذه الأقوال متقاربة غير متناقضة ؛ لأن الخبر عند جميع أهل اللغة إلاّ من شذّ منهم بمعنى الوقت يقع لقليل الزمان وكثيره ، وأنشد الأصمعي قول النابغة :
تطلقه حيناً وحيناً تراجع *** . . .
قال النحاس : وهذا يبين لك أن الحين بمعنى الوقت . وقد ورد الحين في بعض المواضع يراد به : أكثر كقوله : { هَلْ أتى عَلَى الإنسان حِينٌ مّنَ الدهر } [ الإنسان : 1 ] . وقد تقدّم بيان أقوال العلماء في الحين في سورة البقرة في قوله : { وَلَكُمْ فِي الأرض مُسْتَقَرٌّ ومتاع إلى حِينٍ } [ البقرة : 36 ] . وقال الزجاج : الحين : الوقت طال أم قصر . { وَيَضْرِبُ الله الأمثال لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } يتفكرون أحوال المبدأ والمعاد . وبدائع صنعه سبحانه الدالة على وجوده ووحدانيته ، وفي ضرب الأمثال زيادة تذكير وتفهيم وتصوير للمعاني .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.