البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{تُؤۡتِيٓ أُكُلَهَا كُلَّ حِينِۭ بِإِذۡنِ رَبِّهَاۗ وَيَضۡرِبُ ٱللَّهُ ٱلۡأَمۡثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ} (25)

والحين في اللغة قطعة من الزمان قال الشاعر :

تناذرها الراقون من سوء سمها . . . ***تطلقه حيناً وحيناً تراجع

والمعنى : تعطي جناها كل وقت وقته الله له .

وقال ابن عباس ، وعكرمة ، ومجاهد ، والحسن ، أي كل سنة ، ولذلك قال ابن عباس ، وعكرمة ، ومجاهد ، والحكم ، وحماد ، وجماعة من الفقهاء : من حلف أنْ لا يفعل شيئاً حيناً فإنه لا يفعله سنة ، واستشهدوا بهذه الآية .

وقيل : ثمانية أشهر قاله علي ومجاهد ، ستة أشهر وهي مدة بقاء الثمر عليها .

وقال ابن المسيب : الحين شهران ، لأن النخلة تدوم مثمرة شهرين .

وقيل : لا تتعطل من ثمر تحمل في كل شهر ، وهي شجرة جوز الهند .

وقال ابن عباس أيضاً والضحاك ، والربيع : كل حين أي كل غدوة وعشية ، ومتى أريد جناها ويتخرج على أنها شجرة في الجنة .

والتذكر المرجو بضرب المثل هو التفهم والتصور للمعاني المدركة بالعقل ، فمتى أبرزت بالمحسوسات لم ينازع فيها الحس والخيال والوهم ، وانطبق المعقول على المحسوس ، فحصل الفهم والوصول إلى المطلوب .