{ كلَّ حين بإذن ربها } والحين عند أهل اللغة : الوقت . قال النابغة :
تناذرها الرّاقون من سُوءِ سُمِّها *** تُطلِّقُه حيناً وحيناً تُراجع{[1644]}
وفي { الحين } ها هنا ستة تأويلات :
أحدها : يعني كل سنة ، قاله مجاهد ، لأنها تحمل كل سنة .
الثاني : كل ثمانية أشهر ، قاله علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، لأنها مدة الحمل ظاهراً وباطناً .
الثالث : كل ستة أشهر ، قاله الحسن وعكرمة ، لأنها مدة الحمل ظاهراً .
الرابع : كل أربعة أشهر ، قاله سعيد بن المسيب لأنها مدة يرونها من طلعها إلى جذاذها .
الخامس : كل شهرين ، لأنها مدة صلاحها إلى جفافها .
السادس : كل غدوة وعشية ، لأنه وقت اجتنائها ، قاله ابن عباس .
وفي قوله تعالى : { في الحياة الدنيا وفي الآخرة } وجهان :
أحدهما : أن المراد بالحياة الدنيا زمان حياته فيها ، وبالآخرة المساءلة في القبر ، قاله طاوس وقتادة .
الثاني : أن المراد بالحياة الدنيا المساءلة في القبر أن يأتيه منكر ونكير فيقولان له : من ربك وما دينك ومن نبيك ؟ فيقول : إن اهتَدَى : ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم .
{ ويضلُّ اللهُ الظالمين } فيه وجهان :
أحدهما{[1645]} : عن حجتهم في قبورهم ، كما ضلوا في الحياة الدنيا بكفرهم .
الثاني{[1646]} : يمهلهم حتى يزدادوا ضلالاً في الدنيا .
{ ويفعل الله ما يشاء } فيه وجهان :
أحدهما{[1647]} : مِن إمهال وانتقام .
الثاني : من ضغطة القبر ومساءلة منكر ونكير .
وروى ابن إسحاق أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لو نجا أحد من ضمة القبر لنجا منه سعد بن معاذ ، ولقد ضم{[1648]} ضَمّةً " [ ثم فرج عنه ] .
وقال قتادة : ذكر لنا أنّ عذاب القبر من ثلاثة : ثلثٌ من البول . وثلثٌ من الغيبة ، وثلثٌ من النميمة . وسبب نزول هذه الآية ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم لما وصف مساءَلة منكر ونكير وما يكون من جواب الميت قال عمر : يا رسول الله أيكون معي عقلي : ؟ قال : " نعم " قال . كُفيت إذن ، فأنزل الله تعالى هذه الآية .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.