الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{تُؤۡتِيٓ أُكُلَهَا كُلَّ حِينِۭ بِإِذۡنِ رَبِّهَاۗ وَيَضۡرِبُ ٱللَّهُ ٱلۡأَمۡثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ} (25)

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { تؤتي أكلها كل حين } قال : كل ساعة ، بالليل والنهار ، والشتاء والصيف .

وذلك مثل المؤمن ، يطيع ربه بالليل والنهار والشتاء والصيف .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - { تؤتي أكلها } قال : يكون أخضر ، ثم يكون أصفر .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { تؤتي أكلها كل حين } قال جذاذ النخل .

وأخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - { تؤتي أكلها كل حين } قال : تطعم في كل ستة أشهر .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن عكرمة - رضي الله عنه - أنه سئل عن رجل حلف أن لا يصنع كذا وكذا إلى حين ، فقال : إن من الحين حيناً يدرك ، ومن الحين حيناً لا يدرك . فالحين الذي لا يدرك ، قوله { ولتعلمن نبأه بعد حين } [ ص : 88 ] والحين ، الذي يدرك { تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها } وذلك من حين تصرم النخلة إلى حين تطلع ، وذلك ستة أشهر .

وأخرج أبو عبيد وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر ، عن سعيد بن جبير قال : جاء رجل إلى ابن عباس فقال : إني حلفت أن لا أكلم أخي حيناً . فقال ابن عباس - رضي الله عنهما - : أوقتَّ شيئاً . قال : لا . قال : فإن الله تعالى يقول { تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها } فالحين ، سنة .

وأخرج البيهقي في سننه ، عن علي - رضي الله عنه - قال : الحين ستة أشهر .

وأخرج البيهقي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : الحين قد يكون غدوة وعشية .

وأخرج ابن جرير من طريق سعيد بن جبير ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه سئل عن رجل حلف لا يكلم أخاه حيناً . قال : الحين ، ستة أشهر . ثم ذكر النخلة ما بين حملها إلى صرامها ستة أشهر .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق عكرمة قال : قال ابن عباس - رضي الله عنهما - الحين ، حينان : حين يعرف ، وحين لا يعرف . فأما الحين الذي لا يعرف ، فقوله { ولتعلمن نبأه بعد حين } [ ص : 88 ] وأما الحين الذي يعرف ، فقوله { تؤتي أكلها كل حين }

وأخرج ابن جرير عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله { كل حين } قال : كل سنة .

وأخرج ابن جرير عن عكرمة - رضي الله عنه - قال : أرسل إليّ عمر بن عبد العزيز فقال : يا مولى ابن عباس ، إني حلفت أن لا أفعل كذا وكذا حيناً ، فما الحين الذي يعرف به ؟ فقلت : إن من الحين حيناً لا يدرك ، ومن الحين حين يدرك . فأما الحين الذي لا يدرك ، فقول الله { هل أتى على الإِنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً } [ الإِنسان : 1 ] والله ما ندري كم أتى له إلى أن خلق ، وأما الذي يدرك ، فقوله { تؤتي أكلها كل حين } فهو ما بين العام إلى العام المقبل ، فقال : أصبت يا مولى ابن عباس ، ما أحسن ما قلت ! . . .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي ، عن سعيد بن المسيب قال : الحين يكون شهرين والنخلة إنما يكون حملها شهرين .

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن قتادة - رضي الله عنه - { تؤتي أكلها كل حين } قال : تؤكل ثمرتها في الشتاء والصيف .

وأخرج البيهقي عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله { تؤتي أكلها كل حين } قال : في كل سبعة أشهر .

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله { تؤتي أكلها كل حين } قال : هو شجر جوز الهند ، لا يتعطل من ثمرة ، يحمل في كل شهر .